أحدثت دراسة رائدة ثورة في مجال الرعاية الصحية للأطفال من خلال اكتشاف توقيع جزيئي لـ" كوفيد الطويل " يمكن الكشف عنه عبر اختبار دم بسيط باستخدام الذكاء الاصطناعي، يوفر هذا الاختراق أملا جديدا للتشخيص المبكر والعلاجات المخصصة للأطفال المصابين.
تشخيص "كوفيد الطويل" لدى الأطفال
قد يصبح تشخيص "كوفيد الطويل" لدى الأطفال بسيطا مثل اختبار الدم، بفضل الذكاء الاصطناعي، حدد فريق من الباحثين في جامعة كاتوليكا ديل ساكرو كوري في روما، بالتعاون مع مستشفيات رائدة مثل بامبينو جيسو وبولينيكو جيميلي IRCCS، توقيعا جزيئيا فريدا في بلازما دم الأطفال المصابين بـ"كوفيد الطويل"، أظهرت الأداة المدعومة بالذكاء الاصطناعي قدرة على تشخيص الحالة بدقة تصل إلى 93%.
نشرت الدراسة في مجلة Pediatric Research التابعة لمجموعة Nature بقيادة الدكتور دانيلو بونسنسو، الباحث في أمراض الأطفال بجامعة كاتوليكا.
فهم "كوفيد الطويل" لدى الأطفال
يصيب "كوفيد الطويل" حوالي 0.5% من الأطفال الذين تعرضوا لفيروس SARS-CoV-2، يتميز باستمرار الأعراض لمدة 8-12 أسبوعا على الأقل، مما يؤثر سلبا على الحياة اليومية، الأكثر تضررا هم الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 10 سنوات بغض النظر عن شدة الإصابة الأولية.
بينما تم اكتشاف توقيع جزيئي مشابه لدى البالغين، كانت هذه أول مرة يتم فيها تحديده بوضوح لدى الأطفال.
نتائج الدراسة
حلل الباحثون عينات دم لـ112 طفلا تتراوح أعمارهم بين 0-19 عاما، شملت:
34 طفلا مصابا بـ"كوفيد الطويل".
32 طفلا يعانون من العدوى النشطة.
27 طفلا مصابين بمتلازمة الالتهاب متعدد الأجهزة (MIS-C).
19 طفلا سليما (كمجموعة مرجعية).
أظهرت التحليلات زيادة ملحوظة في بروتينات التهابية محددة في بلازما الأطفال المصابين بـ"كوفيد الطويل"، مثل CXCL11 وCXCL8.
أهمية النتائج للتشخيص المستقبلي
تكشف الدراسة عن توقيع بروتيني فريد في بلازما الأطفال المصابين بـ"كوفيد الطويل"، مشيرة إلى التهابات متزايدة بشكل عام وفي جدران الأوعية الدموية، يمكن لهذا الاكتشاف أن يمهد الطريق لتطوير اختبار دم بسيط لتشخيص "كوفيد الطويل" بشكل روتيني، مما يتيح تقديم رعاية شاملة وفي الوقت المناسب للأطفال المتضررين.
يؤكد الدكتور كوتوجنو أن البيانات المناعية التي أُنتجت في هذه الدراسة تقدم أساسا لتحديد أهداف علاجية يمكن اختبارها لمزيد من الأبحاث.
تؤكد الدراسة بشكل قاطع أن "كوفيد الطويل" لدى الأطفال هو مرض عضوي ذو منشأ مناعي، مما يستدعي تخصيص موارد إضافية لدراسة أفضل الأساليب العلاجية، يمثل هذا الاختراق خطوة كبيرة نحو تحسين جودة الحياة للأطفال المصابين وعائلاتهم.