كتب حليم خاتون:
سيطرت في الأيام الأخيرة أخبار الدعوة العارمة والقوية لمقاطعة البضائع الفرنسية, فجأة صحت دول، كدولة قطر ودولة المغرب ومشيخات الخليج الأخرى على رسوم كاريكاتورية لنبي الإسلام، يزيد عمرها على بضع سنوات...صح النوم!.
ما أشطركم وما أقواكم، على فرنسا أو الدانمرك أو غيرها من البلدان التوابع لأميركا؛ وما انذلكم، وما أرذلكم، وما أوضعكم، أمام حذاء ترامب أو بومبيو أو أصغر موظف أميركي أو صهيوني!!!
ومعكم ينبح أردوغان، قاتل المشايخ في الشام، ومُدمر الكنائس ومُخرب سورية والعراق وبقية بلاد المسلمين، وخادم الإمبريالية الأميركية الأمين، وشريك الكيان الصهيوني اقتصادياً بمليارات الدولارات.
يدافع عن الفلسطينيين بيد، ويصافح الصهاينة باليد الأخرى؛ يدافع عن كرامة الرسول بالصوت، وبالسياط يهوي بها على المقاومين في الثغور،فيرسل إليهم التكفيريين من أولاد الوهابيين والمخابرات المركزية الأميركية...
هذه الرسوم تجرح بالتأكيد، ليس فقط شعور المسلمين، المتعلمين منهم والجهلة، والكثيرون منهم جهلة من جماعة " عليهم يا عرب!!"... بل تجرح شعور كل إنسان يحترم القيم الإنسانية ويحترم الآخر ولو لم يوافقه الرأي.
صحيح أن اختباء أعداء الدين الإسلامي الذي سمّاه المفكر فانون، بدين الفقراء، والذي صنّفه المفكر السوفياتي سوسلوف في الثمانينيات، بالدين الشاب الحديث الذي يتقدم إلى الأمام، في زمن تدهور وتراجع الأديان الأخرى؛ صحيح أن اختباء هؤلاء وراء عبارات فضفاضة من مثل حرية التعبير، هو عذر أقبح منهم هم أنفسهم لأن كل وجودهم الفكري والمادي، هو ذنب بحق البشرية.
إن اية نظرة سريعة الى مبدأ حرية التعبير التي تتشّدق به أوروبا، تُظهربمالا يدعوللشك كمية النفاق التي تسيطر على الطبقات الحاكمة هناك؛ وأسطع مثال على ذلك هو سيطرة اللوبي الصهيوني، بشكل شبه كامل، على معظم مؤسسات أوروبا الإعلامية، بما فيها من كان يوماً ما ليبيرالياً موضوعياً كاللوموند الفرنسية، أو يسارياً كليبيراسيون.
في كل مرة كان الأوروبيون يتباهون فيها بالديمقراطية كالقول مثلاً: إنّ أي فرد يستطيع انتقاد ميركل في المانيا، أو حتى بابا روما في الفاتيكان، كنت أسألهم، "وهل يحق لكم انتقاد إسرائيل؟".
"هل يحق لكم وصف الصهيونية بالشوفينية لأنها تعتبر أن اليهود هم شعب الله المختار، في حين تصف المسيحية كل البشر بأبناء الله؟".
"هل تعرفون أن الفلسطينيين يعيشون في بلدهم، في وطنهم الأم، في غيتوات معزولة، أسسها أحفاد من كانو يعيشون في غيتوات أوروبا النازية قبيل الحرب العالمية الثانية؟".
هكذان واجه الأوروبيين.
لكن ماذا عن بعض خنازير المسلمين والعرب الذين يصرخون ويولولون بعظائم الأمور احتجاجا على هذه الرسوم؟.
هذه الرسوم بالتأكيد أبشع من كل بشاعة الإمبريالية والاستعمار.
لكن ماذا عن أولئك الساكتين على اغتصاب أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
ماذا عن الواقفين مع المغتصب، يشدّون من عضده في تجويع إخوتهم في الدين أو القومية.
أيام النظام العنصري والأبارتهايد، في جنوب أفريقيا، وقف كل ذوو البشرة السوداء في أميركا وأوروبا، ولكن خصوصا، في أفريقيا؛ وقفوا وِقفة رجل واحد لمساندة إخوتهم في تلك البلاد حتى أوصلوهم إلى التحرر والحرية الكاملة.
في حين يهرول بعض مدّعي الإسلام من مغتصبات بني سعود وبني زايد للصلاة في المسجد الأقصى الرازح تحت احتلال يمولونه هم، كما يموّل أي ذليل رغبات سيده وشهواته، حتى ولو كان هذا من عرضه وشرفه.
وهل فلسطين غير عرض وشرف كل العرب؟.
أوليست كل فلسطينية أُمّاً أو أختاً لهؤلاء الذين تمادوا في تجويع السودان، حتى إذا ما ركع أمثالهم هناك للسيد الأميركي الابيض، تكرموا بإرسال القمح...
ثكلتكم أمهاتكم! "أولاد القحبة، هل تسكت مُغتصَبة!؟!؟"
كان الشيخ زايد معروفا بالمروءة العربية، لكنّ زايد هذا خلّف أولاداً يُعرفون بسماسرة بيع العرض والشرف...
إن المقاطعة التي دعا ويدعو إليها كل الغاضبين من الرسوم الكاريكاتوىية، لكي تكتمل شرعيتها، يجب أن تقترن بمقاطعة شاملة للسيد الأميركي القذر، بدل التمَسّح بنعاله جيئةً وذهابا.إنّ ما يفعله هؤلاء، هو ما فعلته تلك الحسناء التي طار غطاء رأسها، فرفعت فستانها لتغطي شعرها!!,
إنّ الرسوم، ومهما بلغت شناعتها، ومهما بلغت حقارتها. لا يمكن، ولا بأي شكل من الأشكال، مقارنتها بالبغاء الذي يقوم به ابن سلمان وأبناء زايد والسيسي،وبقية الكلاب من بقايا الجنجويد الذين ارتكبواالجرائم، بحجةالدفاع عن قبائل عربية في دارفور،فإذا بهم يبدأون بإرسال الجنود المُغّفلين الجهلة البُلَهاء، لقتل اليمنيين وينتهون تحت نعال بني صهيون في كل مكان.