تقنية جديدة لزرعة دماغية متقدمة باستخدام عضيات الدماغ المتوسط لعلاج مرض باركنسون
علوم و تكنولوجيا
تقنية جديدة لزرعة دماغية متقدمة باستخدام عضيات الدماغ المتوسط لعلاج مرض باركنسون
16 شباط 2025 , 13:38 م

يقود فريق من الباحثين في جامعة كامبريدج مشروعا ثوريا لتطوير زرعة دماغية متقدمة لعلاج مرض باركنسون، وذلك باستخدام عضيات الدماغ المتوسط، المشروع الذي يقوده البروفيسور جورج مالياراس، يهدف إلى تحسين اندماج خلايا الدوبامين المزروعة في الدماغ، وهو ما يمكن أن يمثل نقلة نوعية في علاج الأمراض العصبية.

تقنيات حديثة لواجهة دماغية متقدمة

يحظى هذا المشروع بتمويل من وكالة الأبحاث والاختراعات المتقدمة (ARIA) بقيمة 69 مليون جنيه إسترليني (85 مليون دولار)، وهو جزء من برنامج أوسع لدعم تقنيات الواجهات الدماغية المتقدمة، سيشرف البروفيسور جورج مالياراس من قسم الهندسة بجامعة كامبريدج على المشروع بالتعاون مع البروفيسور روجر باركر من قسم العلوم العصبية السريرية، بالإضافة إلى باحثين من جامعة أكسفورد وجامعة لوند وشركة BIOS Health.

أهداف المشروع

تطوير عضيات الدماغ المتوسط كوسيلة لزراعة خلايا دماغية جديدة.

تحسين واجهات الاتصال العصبي لزيادة فعالية زراعة الخلايا العصبية.

اختبار التقنية الجديدة على نماذج حيوانية لمرض باركنسون قبل تطبيقها على البشر.

هذا البحث يعد واحدا من 18 مشروعا تمولها ARIA ضمن برنامج التقنيات العصبية الدقيقة، الذي يجمع فرقا متعددة التخصصات من المؤسسات الأكاديمية والبحثية والشركات الناشئة لدفع حدود تكنولوجيا واجهات الدماغ والحاسوب.

تحديات علاج مرض باركنسون

يحدث مرض باركنسون بسبب موت الخلايا المنتجة للدوبامين، وهو ما يؤدي إلى مشكلات في الحركة وأعراض أخرى، وعلى الرغم من أن العلاجات الحالية مثل الأدوية المعتمدة على الدوبامين توفر تحسنا مؤقتا، إلا أنها تفقد فعاليتها بمرور الوقت وتسبب آثارا جانبية خطيرة.

إحصائيات وأثر المرض في المملكة المتحدة

يعاني 130,000 شخص في المملكة المتحدة من مرض باركنسون.

تبلغ التكلفة السنوية للعائلات المتأثرة حوالي 16,000 جنيه إسترليني، ما يصل إلى 2 مليار جنيه إسترليني سنويا.

من المتوقع أن يزداد عدد الحالات مع ارتفاع متوسط العمر، مما يبرز الحاجة إلى علاجات جديدة وفعالة.

كيف يمكن للزراعة الدماغية أن تغير مستقبل العلاج؟

إحدى الاستراتيجيات الواعدة لعلاج باركنسون هي زراعة خلايا عصبية جديدة لتعويض الخلايا المفقودة، لكن هذه الخلايا تحتاج إلى الاتصال الصحيح بالشبكة العصبية في الدماغ، وهو ما لم تتمكن الطرق التقليدية من تحقيقه بشكل مثالي.

في هذا المشروع، سيعمل فريق مالياراس على تطوير عضيات دماغية صغيرة تحتوي على خلايا عصبية جديدة، ووضعها في المناطق المصابة في أدمغة نماذج حيوانية لمرض باركنسون، بالإضافة إلى ذلك، سيتم استخدام مواد متقدمة وتحفيز كهربائي لمساعدة هذه الخلايا على الاندماج وبناء مسارات عصبية جديدة.

مستقبل علاجات اضطرابات الدماغ

يؤكد مالياراس أن الهدف النهائي هو تطوير علاجات دقيقة يمكنها استعادة الوظائف الطبيعية للدماغ لدى مرضى باركنسون.

وفي هذا السياق، صرّح جاك كارولان، مدير برنامج ARIA، قائلا:

"حتى الآن، لم يكن هناك استثمار جاد في تطوير تقنيات متقدمة للتفاعل مع الدماغ، باستثناء الطرق التقليدية التي تعتمد على التدخل الجراحي العميق، لكننا نثبت اليوم أنه من الممكن تطوير تقنيات أكثر دقة وفعالية لمعالجة أكثر الأمراض الدماغية تعقيدًا."

مشاريع أخرى ممولة ضمن البرنامج

بالإضافة إلى مشروع جامعة كامبريدج، يشمل البرنامج مشاريع أخرى بارزة، منها:

كلية إمبريال لندن: تطوير تقنيات هجينة تجمع بين الخلايا العصبية المزروعة والمكونات الكهربائية الحيوية.

جامعة غلاسكو: بناء روبوتات عصبية متقدمة لعلاج الصرع من خلال تنظيم النشاط العصبي بطريقة مغلقة الحلقة.

شركة نافيرا (Navira) في لندن: تطوير تقنية لاختراق الحاجز الدموي الدماغي، ما يسهم في توصيل العلاجات الجينية إلى الدماغ بشكل آمن وفعال.

يمثل مشروع زراعة الدماغ الممول من ARIA خطوة هامة نحو إعادة تشكيل مستقبل علاجات الأمراض العصبية، ليس فقط لمرض باركنسون، ولكن أيضا لاضطرابات أخرى مثل ألزهايمر والصرع والاكتئاب. ومن خلال الجمع بين البيولوجيا المتقدمة والهندسة العصبية، يمكن لهذه التقنيات أن توفر حلولا ثورية لأحد أكثر التحديات الطبية تعقيدا في العصر الحديث.