تحاول الحكومةُ الحديثةُ أن تأخذ لبنان في غير اتجاهه الصحيح والذي كان عليه ما قبل تحرير عام 2000.
حتّى يومِنا هذا حصلت مثل هذه المحاولة،بعد الطائف،عندما أتى الرئيس رفيق الحريري على رأس أول حكومة، مُحاوِلاً أخْذَ لبنان إلى المكانِ نفسِهِ الذي تحاول الحكومةُ الحاليةُ الوصولَ إليه.
وبرغم إمكانات الرّئيس الحريري، وعلاقاته العربية والعالمية، لم يتمكّنْ من أخْذِ لبنانَ بعكس مساره الطبيعي، بمحاولاتِ التضييق على المقاومة؛ إذ كان النظام يدوزن الإيقاع السياسي في لبنان، واستمرّت لفترةٍ طويلةٍ، لكنَّها اصطدمت كلُّها بقوةِ المقاومةِ وصلابتِها، وضرورتها للدفاع عن لبنان.
وبعد هذه المكابرة وتكرار المحاولات العقيمة، عادت العلاقة على أتم مايرام،وانتظمت تماماً،بين الرئيس الشهيد رفيق الحريري والمقاومة، وفي اعتقادنا أنّهُ لذلك كانت نهايةُ حياتِه اِغتيالاً، بتدبيرٍ من الدول المتضررة من هذه العلاقة، ولِإحداث فتنةٍ مذهبية.
لكنَّ صَبْرَ المقاومةِ وقوَّتَها فوَّتا الفرصةَ على المتربصين، وأفشل مؤامراتِهم ومحاكماتِهم الدولية الّتي ذهبت كُلُّها هباءً منثورا..
وبناءً عليه، نقولُ للحُكمِ الحالي بكُلِّ إخلاصٍ وهدوء: وَفِّروا على أنفسِكم وعلى البلد، تجريب المُجرّب، فأنتم لن تستطيعوا تحقيقَ المخططاتِ الخبيثةِ التي يعمل عليها محور الشّرِّ الأمريكي العدواني،المعادي للبنانَ وللأُمّة ولايهتمُّ إلّا لِأمنِ إسرائيل، ويُريدُ وضعَ لبنانَ الرّسميِّ في خدمةِ عدوِّ الإنسانية الصهيونيّ.
إنَّ إدارةَ الآذان للعميل فؤاد السنيورة سيجلبُ لكم ولنا الخراب؛ ولو تدبّرتم أداءَه، لتيقّنتم أنّهُ بات معادياً لتيار المستقبل، ولنهجِ رفيق الحريري.
إنّ محاولاتكم خنق المقاومة وقطع المال عنها ومنعَ تواصلِها مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وقراراتكم بِمَنْع الطيرانِ الإيرانيِّ من الهبوط في مطار بيروت، ما هي إلا بدايةٌ ستكونُ فاشلة، ولن يستقيمَ لبنانُ ويزدهر بهذه العقلية.
أنتم بانتهاجكم هذا المسار تجلبون الدمارَ للبنان، تنبّهوا قبل فوات الأوان فالمقاومة لا زالت قويةً وتزدادُ تعافياً من جراحها وبسُرعةٍ خيالية، ولا تنسوا كيف صمدت في مواجهةِ إسرائيل وأمريكا والغرب،في جنوب لبنان في الحافة الأمامية، رغمَ اِستشهادِ أغلبِ قادتِها وعلى رأسهم أمينَاها العامَّان، شهيدُ الأمّةِ السيّد حسن نصرالله، والسيّد هاشم صفي الدين رضوان الله عليهما.
ولا يغرنّكم بالمقاومةِ الغَرور: بعض وسائل الإعلام الخادمة للعدو،التي تكذبُ وتكذبُ وتكذب، وتقلِبُ الحقائقَ وتُطبّلُ له، فهذه ليست قوة، بل هي سرعان ما تندحرُ، كما اندحرَ جيشُ لحد عند هزيمةِ عام 2000.
انتبِهوا جيداً: هذه الأرضُ لأهلها، ولن تكونَ إلّا لأهلِها، وهي دائماً بأهلِها تنتصر.