اكتشف فريق من الباحثين في جامعة كاليفورنيا، سان دييغو، تقنية ثورية قد تغير مجرى تشخيص السرطان، حيث استلهموا فكرتهم من الهياكل المجهرية الموجودة في أجنحة فراشة "مورفو"، هذه التقنية الجديدة قد تساهم في توفير تشخيص أدق وأسرع باستخدام أدوات بسيطة وغير مكلفة.
إلهام من الطبيعة: كيفية عمل التقنية الجديدة
تشتهر فراشة "مورفو" بأجنحتها الزرقاء اللامعة، لكن ليس بسبب الأصباغ، بل بفضل الهياكل المجهرية التي تؤثر على الضوء بطرق مميزة، استخدم الباحثون هذه الهياكل لتحليل التركيب الليفي في عينات خزعات الأورام، مما يلغي الحاجة لاستخدام الأصباغ الكيميائية أو معدات التصوير المكلفة.
دور التليف في تشخيص السرطان
يعد التليف، وهو تراكم الأنسجة الليفية، من المؤشرات الرئيسية لتطور العديد من الأمراض بما في ذلك السرطان، وأمراض القلب، والاضطرابات العصبية التنكسية، في علم الأورام، يساعد قياس التليف في تحديد مدى تقدم الورم وتحديد إذا كان في مرحلة مبكرة أو متقدمة.
تفوق التقنية الجديدة على الطرق التقليدية
في الطرق التقليدية لتشخيص الأورام، يتم استخدام صبغات كيميائية لتوضيح بنيتها، ولكن هذه الطرق تعتمد على التفسير الشخصي الذي قد يختلف بين الأطباء المتخصصين. وعلى الرغم من وجود تقنيات تصوير متقدمة، إلا أنها مكلفة ونادرة في العديد من العيادات.
آلية عمل التقنية: استخدام جناح فراشة مورفو لتحليل الأنسجة
توصل الباحثون إلى أنه بوضع عينة من الخزعة على جناح فراشة مورفو، يمكن رؤية التركيب الليفي للأنسجة تحت المجهر الضوئي التقليدي، مما يوفر معلومات دقيقة دون الحاجة إلى تكنولوجيا متطورة، الهياكل النانوية في جناح الفراشة تستجيب بشكل خاص للضوء المستقطب، وهو نوع من الضوء يتحرك في اتجاه معين، وتساعد هذه التقنية على تضخيم الإشارات الضعيفة التي تصدرها ألياف الكولاجين، مما يسهل تحليل ترتيب وكثافة الأنسجة الليفية.
نموذج رياضي لقياس التليف
طور الفريق نموذجا رياضيا يعتمد على طريقة تحليل الضوء المستقطب (جونز) لقياس شدة الضوء، ثم ربطها بكثافة ألياف الكولاجين، مما يسمح بتحديد درجة التليف بدقة عالية.
تطبيق هذه التقنية على عينات خزعة من سرطان الثدي أثبت أن نتائجها مشابهة من حيث الدقة لطرق التلوين التقليدية وتقنيات التصوير المتقدمة، التي غالبا ما تكون مكلفة للغاية.
مستقبل واعد في تشخيص الأمراض الليفية
ترى ليزا بوليكاكوس، الأستاذة في جامعة كاليفورنيا سان دييغو والمشرفة على الدراسة، أن هذه التقنية قد تُحدث ثورة في تشخيص الأمراض الليفية. وتقول: "لقد قدمت لنا الطبيعة حلاً عبقريا من خلال جناح فراشة مورفو، مما يتيح لنا تشخيص السرطان والأمراض الليفية بسرعة ودقة باستخدام أدوات بسيطة ومتوفرة في معظم العيادات."
يأمل الباحثون في توسيع نطاق هذه التقنية لتشمل أنواعا أخرى من السرطان والأمراض الليفية، ما يمكن أن يحسن التشخيص والعلاج في المناطق التي تفتقر إلى المعدات المتطورة.



