فطر جلدك قد يكون السلاح الأقوى ضد البكتيريا القاتلة!
منوعات
فطر جلدك قد يكون السلاح الأقوى ضد البكتيريا القاتلة!
5 أيار 2025 , 13:58 م

توصل باحثون من جامعة أوريغون إلى أن فطرا شائعا يعيش على بشرتنا يُمكن أن يكون له دور فعّال في محاربة عدوى المكورات العنقودية الذهبية (Staphylococcus aureus)، وهي بكتيريا مسؤولة عن مئات آلاف حالات الاستشفاء سنويا حول العالم.
هذا الفطر، المعروف علميًا باسم Malassezia sympodialis، يُعد من أكثر الكائنات الحية انتشارًا على جلد الإنسان السليم، وقد أظهرت الدراسات الحديثة أنه يُنتج حمضًا دهنيًا يُدعى حمض بالميتيك الهيدروكسي (10-HP)، يمتلك قدرة مذهلة على تثبيط نمو البكتيريا.
- كيف يعمل فطر الجلد كمضاد حيوي طبيعي؟
تُشير التجارب المخبرية إلى أن فطر Malassezia sympodialis يُفرز نواتج حمضية تعمل على تعطيل نشاط بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية، وذلك من خلال خلق بيئة منخفضة الحموضة (pH)، وهي بيئة لا تستطيع هذه البكتيريا العدوانية تحمّلها. ومن المثير أن هذا الحمض لا يُظهر قوته المضادة للبكتيريا في ظروف المختبر الاعتيادية، مما يفسر سبب تجاهل العلماء له سابقا.
وبحسب الباحثة الرئيسية في الدراسة، كيتلين كوالسكي، فإن الحمض الناتج من الفطر أظهر في اختبارات المعمل انخفاضًا في حيوية البكتيريا بأكثر من 100 مرة بعد ساعتين فقط من التعرض له.
- مقاومة البكتيريا والتحديات المستقبلية
ورغم النجاح الأولي، لاحظ الباحثون أن سلالات S. aureus بدأت مع الوقت تُطور نوعا من المقاومة ضد حمض 10-HP، بطريقة مشابهة لمقاومتها للمضادات الحيوية التقليدية، مما يشير إلى ضرورة الاستمرار في أبحاث أعمق لفهم الآليات الوراثية الكامنة خلف هذا التحول.
من جهة أخرى، لم تُظهر أنواع أخرى من بكتيريا المكورات العنقودية – والتي تُعد أقل ضررا – مقاومة مماثلة، بل بدا أنها تطورت لتتعايش بسلام مع فطر Malassezia، وهو ما يُلقي الضوء على تعقيد التفاعلات داخل الميكروبيوم الجلدي.
- أهمية الاكتشاف وماذا بعد؟
تفتح هذه النتائج آفاقا جديدة لفهم الدفاعات الطبيعية التي يوفرها الجلد ضد العدوى، وتُشير إلى إمكانية تطوير علاجات موضعية مستقبلاً تعتمد على استغلال هذا الحمض الدهني الطبيعي أو تحفيز إنتاجه، بدلًا من الاعتماد الكلي على المضادات الحيوية الصناعية.
ويخطط الفريق البحثي حاليًا لدراسة الآليات الجينية التي تسمح لبكتيريا S. aureus بتطوير مقاومتها، على أمل الوصول إلى حلول مبتكرة وأكثر فعالية للوقاية والعلاج من العدوى الجلدية المقاومة.
كما يقول البروفيسور ماثيو باربر، المشرف على الدراسة: "ما زال أمامنا الكثير لنتعلمه عن الكائنات المجهرية التي تعيش معنا، وعن الطرق التي يمكن أن نستفيد بها من تحالفاتنا الطبيعية معها لمحاربة الأمراض."

المصدر: sciencealert