أخبار وتقارير
"زيارة ترمب إلى الخليج 2025: دبلوماسية الصفقات أم عودة الهيمنة؟"
د. بدور الديلمي
10 أيار 2025 , 15:22 م


إعداد: د/بدور الديلمي اعلامية يمنية — مراسلة الشؤون السياسية والتحليل الاستقصائي

---

مقدمة

بينما تشتعل المنطقة العربية بتوترات متصاعدة من فلسطين إلى اليمن، تعود شخصية سياسية لطالما أثارت الجدل، بزيارتها التي تتجاوز الشكل الدبلوماسي إلى عمق المعادلات الجيوسياسية والاقتصادية. الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، في ولايته الثانية، يختار الخليج كنقطة الانطلاق الأولى في جولته الخارجية — في لحظة ليست عابرة، بل حاسمة في رسم مستقبل التحالفات والتحولات في الشرق الأوسط.

---

ثلاث عواصم… وثلاثة أهداف

1. الرياض – التطبيع مقابل النووي؟

ترمب يحل أولًا ضيفًا على السعودية في 13 مايو، حيث يشارك في قمة خليجية موسعة.

لكن خلف الأبواب المغلقة، تدور نقاشات حساسة حول:

ملف التطبيع مع إسرائيل: ترمب يضغط لإدراج السعودية ضمن "اتفاقيات أبراهام"، إلا أن الحرب على غزة ورفض الشارع العربي يشكّلان عائقًا.

المشروع النووي السعودي: تطلب الرياض دعمًا أمريكيًا تقنيًا وسياسيًا لبرنامج نووي "مدني"، وسط مخاوف إسرائيلية.

صفقة محتملة؟

دعم نووي مقابل خطوة تطبيعية محدودة… لكن دون إعلان رسمي حتى انتهاء الحرب في غزة.

---

2. الدوحة – التحول إلى مركز تكنولوجيا الطاقة

في اليوم التالي، ينتقل ترمب إلى قطر، حيث يلتقي الأمير تميم بن حمد.

الاهتمام الرئيسي هو التكنولوجيا والطاقة:

الغاز القطري: واشنطن تسعى لصفقات طويلة الأمد كبديل للغاز الروسي في أوروبا.

الذكاء الاصطناعي: الدوحة تعرض إنشاء "مركز إقليمي للأمن السيبراني" بشراكة أمريكية.

لكن خلف الكواليس:

قطر تشترط دورًا سياسيًا مستقلًا في فلسطين واليمن، وتُعارض سياسة "الاستقطاب الكامل" التي يسعى لها ترمب.

---

3. أبوظبي – الاستثمارات مقابل الحماية

الإمارات، المحطة الأخيرة، تُعلن عن نية استثمار 1.4 تريليون دولار في قطاعات أمريكية استراتيجية خلال العقد المقبل.

اللقاء بين ترمب والشيخ محمد بن زايد تركز على:

صفقات السلاح والتكنولوجيا المتقدمة.

النفوذ الإماراتي في القرن الإفريقي والبحر الأحمر.

لكن ما يقلق المراقبين هو:

هل تحوّلت العلاقة إلى شراكة استراتيجية متكافئة أم تبعية اقتصادية مغلفة بالوعود؟

---

تحليل: عودة دبلوماسية "الصفقة الكبرى"

ترمب لا يخفي توجهه الاقتصادي — فهو يعامل السياسة الخارجية كـ"مفاوض عقاري".

لكن الفارق اليوم أن الخليج تغيّر:

لم تعد دول الخليج تقبل بالإملاءات بسهولة.

محور المقاومة نشط ويغيّر المعادلات.

الشارع العربي أكثر وعيًا ويضغط ضد التطبيع.

---

الجانب المسكوت عنه: تضارب المصالح؟

ترمب يزور دولًا تحتضن مشاريع عقارية وتجارية مرتبطة باسمه.

من الرياض إلى دبي، تنتشر منشآت "Trump Organization" — مما يطرح تساؤلات جدية حول تضارب المصالح، خصوصًا بعد فتح أمريكا "بوابة استثمار سريع" قبل الزيارة بأيام.

---

خاتمة: الخليج ليس كما كان… فهل ترمب كما كان؟

يحاول ترمب اليوم إعادة إنتاج نفس خطابه القديم: الأمن مقابل المال، التحالف مقابل الصفقات.

لكن واقع 2025 مختلف:

غزة تحت القصف.

اليمن يفرض معادلة الردع.

الشارع العربي لم يعد صامتًا.

زيارة ترمب إذًا ليست مجرد زيارة… بل اختبار حقيقي لنفوذ واشنطن في منطقة تغيّرت، ولن تكون على الأرجح سهلة أو مجانية.

تحقيق الاعلامية بدور الديلمي -اليمن

المصدر: موقع إضاءات الإخباري