من بحيرات وردية مذهلة إلى دوائر غامضة في الصحارى، لا تزال الطبيعة تخفي أسرارا لم تنجح العلوم الحديثة في فك شيفرتها بالكامل، فيما يلي تسعة ألغاز طبيعية مذهلة حول العالم، ما زالت تثير فضول الباحثين وتدفعهم لمزيد من الدراسات والتفسيرات.
1. شلال النيران الأبدية – نيويورك، الولايات المتحدة
في منتزه "تشستنَت ريدج" بولاية نيويورك، ينبعث لهب دائم من شق صخري خلف شلال صغير, هذا اللهب يُعرف باسم "النار الأبدية"، ويُعد من الظواهر النادرة في العالم، إذ يوجد أقل من 50 مثيلا له.
العلماء يعتقدون أن غازا طبيعيا قابلا للاشتعال، ينبعث من طبقة "راين ستريت شيل" العميقة، هو ما يُغذي هذا اللهب. لكن ما يثير الحيرة هو أن الصخور في هذه الطبقة ليست حارة بما يكفي لتوليد الغاز، ما دفع بعض الباحثين للاعتقاد بأن معادن مثل الحديد أو النيكل قد تلعب دورا تحفيزيا في إشعال الغاز.
2. ثعابين البحر الأوروبية – بحر سارجاسو
رغم التقدم العلمي، لا يزال سر تكاثر ثعابين البحر الأوروبية غامضا، العلماء يعتقدون أن هذه الكائنات تهاجر آلاف الكيلومترات نحو بحر سارجاسو في المحيط الأطلسي للتكاثر، لكن لم يُعثر حتى اليوم على بيض أو ثعابين بالغة في هذه المنطقة.
ورغم تأكيد بعض الدراسات في عام 2022 لهجرة هذه الثعابين نحو سارجاسو، يبقى الموقع الدقيق والآلية التفصيلية لتكاثرها مجهولة، في ظل انخفاض أعدادها بنسبة 95% منذ ثمانينيات القرن الماضي.
3. فوهة سافونوسكي – ألاسكا، الولايات المتحدة
في نصب كاتماي الوطني بألاسكا، تقع بحيرة دائرية ضخمة داخل فوهة تُعرف بـ"سافونوسكي"، تكونت هذه الفوهة خلال أو قبل العصر الجليدي الأخير، وقد رجّح بعض العلماء أن نيزكا تسبب بها، إلا أن غياب أي أدلة نيزكية يدفع لتفسير بديل يتمثل في انفجار بخاري ناتج عن ملامسة أنبوب صهاري للمياه الجوفية، وهي ظاهرة تُعرف باسم "البركان الفاشل".
4. الرمال الغنائية – دونهوانغ، الصين
في صحراء دونهوانغ بالصين، تصدر الكثبان الرملية أصواتا تشبه الغناء أو الهمهمة عند تدحرج الرمال عليها، هذه الظاهرة، المعروفة باسم "الرمال الغنائية"، سُجلت في مناطق أخرى مثل مصر واليابان والولايات المتحدة.
وفقا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA)، يعتمد الصوت على خصائص الرمال مثل حجم الحبيبات وشكلها ومحتواها من السيليكا. ورغم ذلك، لا يزال السبب الدقيق للترددات الموسيقية الناتجة غير مفهوم بالكامل.
5. دوائر الجنيات – صحراء ناميب، أفريقيا
في صحراء ناميب الجافة، تنتشر دوائر خالية من النبات تُعرف بـ"دوائر الجنيات". اعتقد البعض أنها ناتجة عن نشاط النمل الأبيض، لكن دراسة أجريت عام 2022 باستخدام أجهزة استشعار للرطوبة نفت وجود الحشرات، وأشارت إلى أن هذه الدوائر تشكلت نتيجة تفاعل مائي بيئي.
يقترح العلماء أن الدوائر تُشكل نمطا يسمح للنباتات المحيطة بالحصول على كمية أكبر من الماء، ما يُفسر تكوينها الدائري الذي يحقق توزيعا أمثلا للرطوبة.
6. شلال إبليس – مينيسوتا، الولايات المتحدة
في منتزه "جَج سي آر ماغني" بولاية مينيسوتا، يتفرع نهر "برول" ليصب جزء منه في حفرة تُعرف بـ"شلال إبليس". لسنوات طويلة، لم يعرف أحد وجهة هذا الماء.
في عام 2017، قارن العلماء كمية المياه قبل وبعد الشلال ووجدوا أنها متساوية تقريبا، مما يدل على أن المياه تعود للانضمام إلى النهر بعد خروجها من الحفرة، رغم أن المسار الدقيق لا يزال مجهولا، أما الكرات والأجسام التي أُلقيت في الحفرة، فقد يُعتقد أنها تحطمت بسبب التيارات القوية.
7. أضواء الزلازل – مكسيكو سيتي، المكسيك
في عام 2021، وخلال زلزال بلغت قوته 7.0 درجات قرب أكابولكو، رصد سكان مكسيكو سيتي ومضات زرقاء في السماء. هذه "أضواء الزلازل" ظاهرة مثيرة للجدل، إذ يعتقد بعض العلماء أنها نتيجة احتكاك الصخور أو انبعاث غاز الميثان بفعل الكهرباء الساكنة.
ويأمل الباحثون أن تساهم دراسة هذه الظاهرة في تطوير نظام إنذار مبكر للزلازل، شرط فهم الأسباب الحقيقية وراء تلك الومضات أولا.
8. بحيرة هيلير الوردية – أستراليا
قبالة ساحل أستراليا الغربية تقع بحيرة هيلير، بلونها الوردي الزاهي الشبيه بلون "بيبتو-بيسمول". يرجع لونها، بحسب العلماء، إلى مجموعة من الكائنات الدقيقة مثل البكتيريا الطيفية والطحالب والفيروسات التي تنتج أصباغا تتفاعل مع الملوحة الشديدة للمياه.
وفي عام 2022، أدى هطول الأمطار إلى تخفيف ملوحة البحيرة، ما جعل لونها الوردي أقل سطوعا، لكن يُتوقع أن يعود اللون بقوة مع تبخر المزيد من الماء.
9. فوس ديون – تونير، فرنسا
في مدينة تونير الفرنسية، تتدفق مياه زمردية من ينبوع يُعرف بـ"فوس ديون"، ويُخرج أكثر من 310 لترات من الماء في الثانية، منذ قرون استخدمه السكان كمصدر للشرب والغسيل، دون معرفة مصدره الحقيقي.
محاولات الغوص لاستكشاف منبع النبع كانت محفوفة بالمخاطر، وتسببت بوفاة بعض الغواصين، وحتى اليوم ورغم التقدم، لا تزال بداية النبع غير مكتشفة بالكامل، ما يضفي على فوس ديون هالة من الغموض والأسطورة.


