بدأ علماء الآثار في بولندا مهمة تنقيب جديدة بحثا عن "غرفة الكهرمان" الأسطورية، والتي يُعتقد أنها دُفنت في أحد مخابئ قوات الأمن الخاصة النازية (SS) بالقرب من مدينة غدانسك شمال البلاد، هذه الغرفة التي تُعد من أعظم الكنوز الفنية المفقودة في العالم، سُرقت خلال الحرب العالمية الثانية ولا يزال مصيرها مجهولاً منذ أكثر من 80 عاماً.

- موقع التنقيب: ميدان تدريب نازي سابق مليء بالأسرار

تجري أعمال التنقيب في ميدان تدريب عسكري قديم يعود لقوات SS، قرب بلدة دزيمياني التي كانت في عام 1943 موقعًا استراتيجيًا لتدريب القوات النازية، ويشير الخبراء إلى أن المنطقة تحتوي على مخابئ ومنشآت تخزين يرجح استخدامها في إخفاء كنوز منهوبة خلال الحرب.

وقد صرّح مارسين تيمينسكي، ممثل مكتب حماية الآثار، قائلاً: "تشير بعض البيانات إلى احتمال وجود غرفة الكهرمان في هذه المنطقة، ونعتقد أن هذا الموقع من أهم الأماكن الواعدة للعثور عليها".

- ما هي غرفة الكهرمان؟ تحفة فنية تحولت إلى لغز تاريخي

تُعد غرفة الكهرمان تحفة فنية نادرة صُممت في بدايات القرن الثامن عشر على يد حرفيين ألمان بأمر من الملك البروسي فريدريك الأول، الذي أهدى الغرفة لاحقا إلى القيصر الروسي بطرس الأكبر. وقد أصبحت لاحقا جوهرة معمارية داخل قصر كاترين في تسارسكويه سيلو، مقر إقامة القياصرة الروس.

خلال الحرب العالمية الثانية، تم تفكيك الغرفة بالكامل على يد الجيش النازي ونقلها إلى مدينة كونيغسبرغ (كالينينغراد حاليًا)، حيث اختفت تماما عام 1945 قبيل دخول القوات السوفيتية، ومنذ ذلك الحين، لم يُعثر على أي أثر للغرفة الأصلية.

-إعادة بناء الغرفة: رمزية ثقافية وتاريخية

في عام 2003، واحتفالا بالذكرى الـ300 لتأسيس مدينة سانت بطرسبورغ، تم إعادة بناء غرفة الكهرمان بالكامل في قصر كاترين، بتكلفة وجهود كبيرة استمرت لعقود. ومع ذلك، لا تزال الغرفة الأصلية تُعد من أعظم ألغاز الكنوز المفقودة في التاريخ.