تزداد احتياجات الأم الغذائية خلال فترة الرضاعة، وهي مرحلة حيوية لا تقل أهمية عن فترة الحمل، يتغير تركيب حليب الأم بشكل ديناميكي ليتناسب مع متطلبات الطفل الصحية والنموية، ويتأثر نظام التغذية للأم بشكل مباشر على جودة هذا الحليب وقيمته الغذائية ، في هذا المقال نستعرض أهم النصائح الغذائية للأمهات المرضعات، والأطعمة التي ينبغي تناولها وتجنبها، مع شرح تأثير التغذية على حليب الأم وصحة الطفل.

زيادة الاحتياجات الغذائية أثناء الرضاعة

تحتاج الأمهات المرضعات إلى طاقة إضافية تقارب 2000 كيلو جول يوميا لدعم إنتاج الحليب، وهو ما يعادل تقريبا إضافة وجبة خفيفة متوازنة مثل ساندويتش جبن، حفنة من المكسرات، وموزة، وفي الأشهر الستة الأولى، قد تنتج الأم ما يصل إلى 800 مل من الحليب يوميا، مع استمرار الحاجة إلى طاقة عالية حتى بعد بدء الطفل بالأطعمة الصلبة بسبب استنفاد مخزون الدهون في جسم الأم.

العناصر الغذائية الأساسية للرضاعة

تشمل العناصر الغذائية التي تزداد الحاجة إليها خلال فترة الرضاعة:

البروتين: تزداد الحاجة بنسبة تقارب 50% مقارنة بالمرأة غير المرضعة.

اليود: يزداد الطلب عليه تقريبا إلى الضعف، وهو ضروري لوظائف الغدة الدرقية ونمو دماغ الطفل.

الكالسيوم، الحديد، والفيتامينات المختلفة ضرورية أيضا للحفاظ على صحة الأم والطفل.

يُنصح بتناول أطعمة غنية بالبروتين مثل اللحوم، الأسماك، البيض، المكسرات، والبقوليات، بالإضافة إلى منتجات الألبان أو بدائلها، الحبوب الكاملة، والفواكه والخضروات المتنوعة.

السوائل وأهمية شرب الماء

تعتبر زيادة شرب الماء خلال فترة الرضاعة أمرا ضروريا لتعويض السوائل التي يفقدها الجسم أثناء إنتاج الحليب، ويُوصى بشرب حوالي 2.5 لتر يوميا أو أكثر في حالات الحرارة أو ممارسة الرياضة.

أطعمة ومشروبات يجب الحذر منها

ينتقل ما تتناوله الأم إلى حليبها، لذلك يُنصح بالحد من تناول الكحول والكافيين، إذ يمكن أن تؤثر هذه المواد على الطفل، يُعتبر تناول أقل من 200 ملغرام من الكافيين يوميا (أي ما يعادل فنجان قهوة واحد أو أربعة أكواب شاي) آمنًا للمرضعات، لا داعي لاستبعاد أطعمة معينة للوقاية من حساسية الطفل، لكن في حالات نادرة قد تسبب بعض الأطعمة مثل حليب الأبقار، الصويا، والبيض ردود فعل تحسسية لدى الطفل، ويتطلب الأمر استشارة مختص لتعديل النظام الغذائي.

نصائح هامة للأمهات المرضعات

1. إجراء فحص دم دوري لمراقبة مستويات فيتامين د والحديد، وتعويض النقص حسب توجيهات الطبيب.

2. تناول مكملات اليود بجرعة 150 ميكروجرام يوميا لدعم نمو الطفل الدماغي والجسدي.

3. توفير وجبات خفيفة صحية وسهلة الأكل خلال الرضاعة الليلية مثل البيض المسلوق، ساندويتش زبدة الفول السوداني، أو الأفوكادو مع الجبن.

4. الحرص على شرب الماء باستمرار أثناء فترة الرضاعة.