عندما تصبح قيمة المبادئ صفرًا في سوق النخاسة كل شيء للبيع: خبير وباحث ومستشار...
مقالات
عندما تصبح قيمة المبادئ صفرًا في سوق النخاسة كل شيء للبيع: خبير وباحث ومستشار...
حسن علي طه
17 آب 2025 , 11:33 ص


كتب حسن علي طه

في عالم اصبح بلا ضوابط، تفككت منظومة القيم وغابت، ولعلّ أبرز ما أسهم في هذا الانحلال هو تطوّر التكنولوجيا ولا سيما في عالم الاتصالات حيث غدا حجم العالم بحجم الكرسي الذي تجلس عليه.

ومع ما يُسمّى وسائل التواصل "اللا" اجتماعي التي أصبحت من أكثر وسائل التلاعب بالعقول والقيم وخصوصًا في مجال الإعلام، تغيّر كل شيء.

سابقًا، كانت الدولة هي مصدر الإعلام الوحيد عبر تلفزيونها وإذاعتها ولاحقًا ظهر الإعلام الخاص ضمن ضوابط وقوانين الترخيص.

أمّا اليوم فبات بإمكان أيّ شخص أن يمتلك وسيلة إعلامية، سَمِّها ما شئت: صفحة، منصة...

ويكفي أن تكون "ثرثارا" حتى تصبح نجمًا للشاشات ولن يسألك أحد عن اختصاصك أو عن مصدر معلوماتك.

اطلب تعريفًا:

• خبير؟ نوفّره… ولا بأس أن يكون "استراتيجيًا".

• باحث؟ وفي أهم العلوم أيضًا.

• مستشار قومي؟ أنت المستشار وأبو القومية!

وبعدها تصبح نجمًا والناس تلتقط معك "سيلفي".

كلّنا نعلم أنّه بالإمكان شراء شهادة ماجستير أو دكتوراه أو حتى عميد يهديك هيي

وممكن تلاقي مدير عام جاهل وعقلو سميك ومطلوب أنت تعلموا حتى يعطيك هو أوامر .

تدفع المال لتكون ضيفًا، ويُعرَّف عنك بأنك الباحث الخبير في أي علم تحب.

لكنّ آخر ما قد تتخيّله هو أن تشتري المذيع/ـة نفسه!

تُحضر ضيفًا بمالك، وتكون أنت الضيف الثاني، وتُشعل بروباغندا بالصراخ وفقدان الأعصاب "من أجل قضيتك".

تصل إلى مرحلة تضرب فيها الضيف الثاني بصفتك الضيف الأول، وتسجّل "انسحابًا بطوليًا" من الحلقة!

وتسخَّر قضايا الأمم لخدمة نجوميّتك ويغدو همّك الأكبر أن تكون "ترِند" بلا حسيب أو رقيب، فلا عجب إذًا أن نصل الى ما نحن عليه.

إنّها الفوضى ـ يا عزيزي ـ بكل تجلّياتها.

المصدر: موقع إضاءات الإخباري