كشف مركز موفيت للأبحاث السرطانية عن علاج ثلاثي واعد قد يمثل اختراقا مهما للمرضى المصابين  بالميلانوما المتقدمة الذين لم يستجيبوا للعلاجات المناعية الحالية. وقد أظهرت الدراسة، المنشورة في مجلة Journal for ImmunoTherapy of Cancer، أن إضافة دواء ثالث يستهدف الجهاز المناعي إلى العلاجات القائمة ساعد في تقليص الأورام في نماذج المختبر للميلانوما المقاومة للعلاج.

كيف يعمل العلاج المناعي؟

يعتمد العلاج المناعي على تنشيط الجهاز المناعي للجسم لمحاربة السرطان. رغم أن هذه العلاجات حسنت من معدلات البقاء للكثير من مرضى الميلانوما، إلا أن نسبة كبيرة منهم إما لا تستجيب للعلاج أو تتعرض للانتكاس لاحقا، لذلك يسعى العلماء لاكتشاف تركيبات دوائية جديدة لتجاوز مقاومة السرطان للعلاج المناعي.

تفاصيل الدراسة الجديدة

اختبر الباحثون تركيبات من الأدوية التي تمنع نقاط التفتيش المناعية مثل PD-1 وLAG-3 وTIM-3، وهي جزيئات تتحكم في استجابات الجهاز المناعي، وغالبا ما تستغلها خلايا السرطان لتجنب التدمير.

قاد الدراسة الدكتور كيران سمولي، مدير مركز Donald A. Adam لميلانوما الجلد والسرطان بمركز موفيت، حيث وجد الفريق أن العلاج الثلاثي الذي يستهدف الثلاثة نقاط التفتيش كان فعالا بشكل خاص في النماذج التي لم تستجب للعلاجات القياسية. وأسهم هذا العلاج في استعادة وظائف المناعة وأدى إلى تراجع كامل للأورام في بعض الحالات.

أهمية TIM-3 في العلاج

أوضح الدكتور سمولي: "غالبا ما توجد TIM-3 على الخلايا المناعية المرهقة جدا لمكافحة السرطان بفعالية، من خلال حجب TIM-3 بالإضافة إلى PD-1 وLAG-3، لاحظنا استجابة مناعية أقوى وأكثر استهدافا، حتى في الأورام صعبة العلاج".

كما أظهرت تحاليل عينات الأورام من المرضى أن TIM-3 كان أكثر شيوعا لدى الذين لم يستجيبوا للعلاج المناعي، ما يشير إلى أن استهداف TIM-3 قد يكون مفيدا كخيار علاجي ثانوي.

السلامة والآثار الجانبية

أظهرت النتائج أن التركيبة الثلاثية لم تسبب زيادة في السمية أو الأعراض الجانبية، مما يدعم إمكانية اختبارها في التجارب السريرية المستقبلية.

قال الدكتور سمولي: "توفر نتائجنا نهجا جديدا لعلاج الميلانوما لدى المرضى الذين لديهم خيارات محدودة. نحن متحمسون لاحتمالية تطبيق هذه الاستراتيجية في التجارب السريرية وفي نهاية المطاف للمرضى".