صرخات الجوع ترتفع كصدمة ميتافيزيقية في قلب الظلم، وأطياف المدينة المحاصرة تتلوى بين نيران الحصار والتعقيدات الجيوسياسية،
وحشية الطغاة تمزق أوصال الأبرياء، وأطياف الموت ترقص على إيقاعات الخراب التكنيكي، جحيم التجويع يلتقي بلذة الطغاة، بينما دماء الأطفال والنساء والشيوخ، تسفك بلا رحمة، كبراديغم للكوارث الإنسانية المتكررة، والأصابع الخفية، كدوائر سيميولوجية للميوعة الأخلاقية، تتسلل بين الركام، معلنة خزي الصامتين وفضيحتهم التاريخية،
وغزة تصرخ وتئن وتتنفس ألمها المسلوب، بينما كل تشويه للمقاومة المطالبة بالتحرر والإنعتاق عن نير المحتل.
وغزة تصبح مرآة البراديغم الأخلاقي لكل أمة عربية، وصوتا تحريضيا للضمير والإرادة، وإيقاعا فلسفيا وحربيا للعقل والوجدان، الحصار الوحشي مستمر منذ أعوام، والنقر يتضاعف والبنيتان التحتية والفوقية تدمر بلا توقف.
بينما المتأسلمون من قطعان ومليشيات بلحى الجاهلية الأولى لايجرمون ولايحركون ساكنا صم بكم عمي..فقط زيف شعارات وانعدام إنساني.
العدو المحتل ليسا عدوهم. بل عدوهم كل من يحارب هذا الغاصب الآثم أو يبدي مقاومة ضده. ...
إن الشعوب والجيوش العربية والإسلامية وحتى المسيحية الشقيقة من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب، مدعوة للتحرك أخلاقيا وإنسانيا. ورفع الصوت في وجه الظلم الذي يتعرض له أشقاءهم في الإنسانية. ليس بالكلام فقط بل بالضغط السياسي والمساندة العملية، وستبقى غزة العزة قطاع الشرف والنخوة، نعم ستبقى هذه البقعة الصغيرة الطاهرة رمزا للمقاومة والصمود ومختبرا للضمير العربي الحي، وكل دولة وقفت مؤيدة لصوت المكلومين المستضعفين، شكرها واجب، النصر آت لاريب فيه، والله مع الصابرين والصامدين والذين يرفعون راية الحق دون مساومة، بقعة طاهرة بشعبها الأبي الجبار تكتب درسا عالميا في الشموخ والكرامة، لتكون منارة للضمير العربي الحي، وصوتا لايقهر، وصرختها الصاعقة الآن هي نبض الضمير العربي، وعنوان الحق المستلب الذي لم يضمحل، والواجب الأخلاقي الذي لايموت، والميثاق الحي لكل أمة تؤمن بالكرامة والتحرر. نحكي لكم الرؤوس إحتراما يا أهل غزة والغضب الساطع آت..آت..آت
مفكر محلل سياسي وإعلامي سابق في الغربة