كشف فريق من العلماء الأستراليين عن نتائج مذهلة توصلوا إليها بعد سنوات من العمل، إذ تمكنوا من رسم ما يُعرف بـ «أطلس الشيخوخة البشرية»، الذي يُظهر أن بعض الأعضاء تشيخ أسرع بكثير من غيرها.

- علم ما فوق الجينات (الابيجيناتيك)

أجرى الباحثون في جامعة موناش في ملبورن – أستراليا دراسة ضخمة شملت أكثر من 15 ألف عينة من أنسجة بشرية مأخوذة من أشخاص في أعمار مختلفة.

ركزت الدراسة على الميثلة (Methylation)، وهي عملية كيميائية ترتبط بإضافة أو إزالة مجموعات ميثيل إلى الحمض النووي (DNA)، ما يؤثر في نشاط الجينات دون تغيير تسلسلها. ومع مرور الزمن، تقل دقة هذه العملية، فتظهر اضطرابات تؤدي إلى:

تغيرات في عمل الجينات.

ضعف وظائف الأعضاء.

زيادة خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالعمر.

أي الأعضاء تشيخ أولا؟

- من بين النتائج المهمة:

الشبكية في العينين و المعدة أظهرتا أسرع علامات التغيرات المرتبطة بالشيخوخة. البشرة، وعلى الرغم من كونها الأكثر تعرضا للعوامل الخارجية، بدت أقل تأثرا بمظاهر الميثلة مقارنةً بأعضاء أخرى.

- الجينات المرتبطة بالشيخوخة

اكتشف العلماء جينات محددة تتأثر بشكل مباشر بعمليات الميثلة، مثل:

HDAC4 و HOX: المرتبطان بنمو الخلايا وشيخوختها.

جينات أخرى ترتبط بأمراض العصر مثل السكري والسمنة.كما بيّن البحث أن زيادة الميثلة في جينات البروتوكادهيرينات (Pcdh) ترتبط بتراجع الوظائف الإدراكية للدماغ، وانخفاض حجم المادة البيضاء، وزيادة خطر الخرف.

- علامات الشيخوخة البيولوجية

حدد الباحثون مؤشرات عامة للشيخوخة يمكن استخدامها: كمعيار لقياس العمر البيولوجي للفرد، وهو مختلف عن العمر الزمني. كنقاط استهداف للعلاجات المستقبلية المضادة للشيخوخة.

- نحو مستقبل أطول عمرا وأكثر صحة

يرى العلماء أن هذه النتائج تمثل أساسا متينا لتطوير علاجات مبتكرة لإبطاء الشيخوخة ومكافحة أمراضها. والهدف الأسمى هو:

تحسين جودة حياة كبار السن.

إطالة فترة الحياة النشطة والصحية، وليس فقط العمر الزمني.

هذا الإنجاز العلمي يعد خطوة هائلة نحو فهم أعماق الشيخوخة البيولوجية، ويفتح الباب أمام ثورة طبية قد تغيّر مستقبل الإنسان مع التقدم في العمر.