لم يعد الشخير مجرد إزعاج ليلي للشريك أو عادة مزعجة أثناء النوم، بل أصبح يُنظر إليه كعلامة خطر حقيقية على صحة الدماغ والذاكرة على المدى الطويل، هذا ما أكده الدكتور بايبينغ تشين، أخصائي الأعصاب، في تحذير حديث يلفت الانتباه إلى أبعاد صحية خطيرة لهذه المشكلة الشائعة.
- كيف يؤثر الشخير على الدماغ؟
أوضح الطبيب أن الشخير المتكرر والمزمن، خاصة إذا كان مرتفعًا ويحدث معظم الليالي، قد يكون مؤشراً على وجود انقطاع النفس النومي، وخلال كل نوبة شخير، يتوقف تدفق الأكسجين إلى الدماغ للحظات قصيرة، ما يؤدي إلى إصابات مجهرية متكررة في الأوعية الدموية الدماغية.
هذه الإصابات الصغيرة لا يشعر بها المصاب مباشرة، لكنها تتراكم مع مرور الوقت، مما يزيد من خطر السكتات الدماغية الصامتة، ويمهد الطريق للإصابة بـ الخرف مع التقدم في العمر.
- فقدان الذاكرة وانكماش الدماغ
ما يثير القلق أكثر هو ما كشفته الدراسات الحديثة باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي، حيث تبين أن الشخير المستمر يؤدي إلى فقدان المادة الرمادية في مناطق الدماغ المسؤولة عن الذاكرة والتفكير. وأظهرت الصور الطبية انكماشاً ملحوظاً في الحصين، وهو المركز الرئيسي للذاكرة، لدى الأشخاص الذين يعانون من الشخير المزمن.
ولا يتوقف الضرر عند التغيرات البنيوية، بل يمتد ليؤثر على الوظائف الإدراكية اليومية. إذ يعاني الأشخاص الذين يشخرون بانتظام من بطء في التفكير، وضعف التركيز أثناء النهار، حتى لو لم يتم تشخيصهم بشكل رسمي باضطراب انقطاع النفس النومي.
- انقطاع النفس النومي ... نوعان رئيسيان
ينقسم انقطاع النفس النومي إلى نوعين:
الانسدادي (OSA): يحدث نتيجة انسداد الممرات الهوائية أثناء النوم.
المركزي (CSA): ينتج عن خلل في الإشارات العصبية الصادرة من الدماغ المسؤولة عن تنظيم التنفس.
- هل هناك علاج للشخير؟
الخبر الجيد أن هذه المشكلة قابلة للعلاج، إذ ينصح الخبراء بضرورة مراجعة أخصائي النوم عند الاشتباه بوجود شخير متكرر ومزمن. ويقوم الأطباء عادةً بإجراء دراسة نوم متخصصة لتشخيص الحالة بدقة، ومن ثم اقتراح خيارات علاجية تشمل:
تغييرات في نمط الحياة مثل إنقاص الوزن وتجنب التدخين والكحول.
استخدام أجهزة الضغط الهوائي الإيجابي المستمر (CPAP).
الأجهزة الفموية التي تساعد على إبقاء مجرى الهواء مفتوحاً.
الجراحة في بعض الحالات المستعصية.
إن تجاهل الشخير قد يبدو أمراً بسيطاً، لكنه في الحقيقة قد يكون مؤشراً على مشاكل صحية عميقة تمس الدماغ والذاكرة. لذلك، فإن التعامل مع هذه الحالة بجدية وطلب الاستشارة الطبية المبكرة قد يكون مفتاحاً للحفاظ على القدرات العقلية والوقاية من الخرف والسكتات الدماغية في المستقبل.