كشف فريق دولي من العلماء بقيادة هيرمان هالر، رئيس المختبر البيولوجي MDI، عن دور مهم لجزيء نادر يُدعى هيباراناز 2 (Hpa2) في حماية الأوعية الدموية ، ونُشرت نتائج البحث في المجلة العلمية Arteriosclerosis, Thrombosis, and Vascular Biology (ATVB).

 ما هو الاندوثيليوم ولماذا هو مهم؟

يتكون الاندوثيليوم من طبقة رقيقة من الخلايا التي تفصل الدم أو السائل اللمفي عن جدار الأوعية الدموية، وتكمن أهميته في اعتماده على جزيئات خاصة تُعرف بـ البروتيوغليكانات، التي تثبت بروتينات الإشارة على سطح الخلايا، مثل عامل نمو الأوعية الدموية (VEGF).

في الحالات الطبيعية، يساعد VEGF على إصلاح الأنسجة وتعزيز تجديدها. لكن عند فرطه، تصبح الأوعية أكثر "تسريباً"، ما يسبب مضاعفات لدى مرضى السكري، وأمراض العيون المرتبطة بالتقدم في العمر، كما أنه قد يعزز نشاط الخلايا السرطانية.

دور Hpa2 في الحماية

أثبت الباحثون أن جزيء Hpa2 قادر على كبح النشاط المفرط لـ VEGF، ففي تجارب على أسماك الزرد (دانيوريريو)، والفئران، وخلايا بشرية، أدى غياب هذا الجزيء إلى زيادة هشاشة الأوعية. بينما أعاد إدخال Hpa2 صناعياً قوة الأوعية وحسّن وظائفها الحيوية.

آفاق علاجية جديدة

يقول هالر، المؤلف الرئيسي للدراسة: "إن Hpa2 يفتح آفاقاً جديدة للطب، فبعكس الأدوية الحالية التي توقف عوامل النمو بشكل حاد، يمكن لهذا الجزيء أن يعيد التوازن بلطف، من دون آثار جانبية كبيرة."

 ارتباطه بالسرطان وطول العمر

ورغم أن دور Hpa2 كان مجهولاً إلى حد كبير سابقاً، إلا أن دراسات سابقة كشفت أن ارتفاع مستوياته لدى مرضى سرطان الرأس والرقبة ارتبط بزيادة معدلات البقاء على قيد الحياة.