ابتكار جهاز يقرأ مؤشرات الصحة من العرق بلا مجهود
طور فريق بحثي من جامعة بنسلفانيا جهاز استشعار مبتكر يُرتدى على الجلد، قادر على مراقبة الجسم بشكل مستمر من خلال تحليل العرق حتى عند معدلات التعرق المنخفضة جداً، يعتمد الجهاز على الكشف عن مادة اللاكتات، وهي جزيء يستخدمه الجسم لتحليل السكريات وإنتاج الطاقة، والذي يعد مؤشراً أساسياً لنقص الأكسجين في أنسجة الجسم. هذا المؤشر الحيوي مهم للغاية لكل من الرياضيين لمتابعة الأداء، وكذلك للكشف المبكر عن حالات صحية خطيرة مثل تعفن الدم أو فشل الأعضاء.
مراقبة المؤشرات الحيوية في العرق
بحسب الباحثين، فإن العرق مصدر غني بالمؤشرات الحيوية، إلا أن المشكلة تكمن في أن بعض المرضى – خصوصاً الحالات الحرجة – لا ينتجون كمية كافية من العرق للتحليل باستخدام الأجهزة التقليدية، وهنا يأتي دور الجهاز الجديد الذي يعمل مثل اللاصقة الطبية، إذ يستطيع جمع كمية من العرق تزيد بمعدل 10 مرات مقارنةً بالأجهزة الأخرى حتى أثناء أنشطة منخفضة الشدة مثل الجلوس أو استخدام الحاسوب.
يعتمد الابتكار على هيدروجيل حبيبي متطور قادر على امتصاص العرق حتى في الظروف منخفضة التعرق، ونقله إلى غرفة ميكروفلويدية مصممة بشكل حلزوني باستخدام تقنية الغرافين المحفز بالليزر (LIG) شديدة الحساسية، ما يضمن دقة في نقل السوائل وتقليل فقدان العينة.
جهاز مراقبة العرق
أكدت الدكتورة فرناز لورستاني، الباحثة المشاركة في الدراسة، أن التصميم يعتمد على مواد منخفضة التكلفة بحجم مشابه للضمادة الطبية، مما يجعله مريحاً وملائماً للاستخدام اليومي، سواء أثناء الجلوس في المكتب أو ممارسة النشاط البدني الخفيف. وقد أظهرت التجارب أن الجهاز قادر على تحديد اللاكتات خلال ساعتين فقط من ارتدائه.
ويشير الباحثون إلى أن التقنية قابلة للتطوير لاكتشاف مؤشرات حيوية أخرى بمجرد تعديل المستشعر، مما يفتح الباب أمام مستقبل من المتابعة الصحية الشخصية المستمرة وغير الجراحية.
واختتم الفريق البحثي بأن هدفهم الأسمى هو بناء مجتمع أكثر صحة من خلال جعل مراقبة المؤشرات الحيوية متاحة للجميع بشكل سهل وفعال.