أظهرت دراسة علمية جديدة نُشرت في مجلة Neurology أن الأشخاص الذين يتسارع لديهم العمر البيولوجي مقارنة بالعمر الزمني أكثر عرضة للإصابة بمرض الخرف، وخاصة إذا كانوا يحملون طفرة جينية محددة.
اعتمد الباحثون على تحليل بيانات نحو 281 ألف مشارك ضمن قاعدة بيانات UK Biobank. وأوضحت النتائج أن الأفراد الذين كان عمرهم البيولوجي متقدّما على عمرهم الزمني، واجهوا احتمالية أعلى للإصابة بالخرف.
الأخطر من ذلك، أن الخطر تضاعف لدى أولئك الذين جمعوا بين تسارع العمر البيولوجي ووجود طفرة في الجين APOE ε4، حيث زادت احتمالية إصابتهم بالخرف بمعدل 4.2 مرات مقارنة بغيرهم.
ما هو العمر البيولوجي؟
العمر البيولوجي يعكس الحالة الفعلية للجسم ووظائفه، ويتم قياسه عبر مؤشرات فيزيولوجية وجزيئية مثل:
تحاليل الدم
وظائف الرئة
صحة الأوعية الدموية
قد يكون العمر البيولوجي متقدما أو متأخرا عن العمر المسجل في الهوية، بحسب نمط الحياة، الحالة الصحية، والعوامل الجينية.
العلاقة بين الدماغ وتسارع العمر
أظهر التحليل أن تسارع الشيخوخة البيولوجية يرتبط بانخفاض حجم المادة الرمادية في الدماغ، وبترقق قشرته الدماغية، وهي تغييرات معروفة كمؤشرات على الأمراض التنكسية العصبية.
على سبيل المثال، تبين أن انكماش المادة الرمادية يزيد من العلاقة بين تسارع العمر وظهور الخرف بنسبة 18%.
أهمية الدراسة
بحسب الباحثين، فإن الدراسة تسلط الضوء على أن الخرف ليس مرتبطا بالعوامل الجينية وحدها، بل يلعب العمر البيولوجي دورا رئيسيا في تطوره، وهذا يعني أن الوقاية ممكنة عبر تعديل نمط الحياة، مثل:
تحسين النظام الغذائي
ممارسة النشاط البدني
الحصول على نوم كافٍ
التحكم في التوتر والإجهاد
هذا الاكتشاف العلمي يؤكد أن التحكم في نمط الحياة قد يساعد على إبطاء وتيرة الشيخوخة البيولوجية، وبالتالي تقليل خطر الإصابة بالخرف واضطرابات الذاكرة المرتبطة بتقدم العمر.