الكشف عن العلاقة بين الوحدة في سن الطفولة المبكرة وصحة الدماغ
دراسات و أبحاث
الكشف عن العلاقة بين الوحدة في سن الطفولة المبكرة وصحة الدماغ
18 أيلول 2025 , 13:36 م

كشفت دراسة علمية جديدة نشرت في مجلة JAMA Network Open أن الوحدة في مرحلة الطفولة ليست مجرد تجربة عاطفية مؤقتة، بل يمكن أن تتحول إلى تهديد بيولوجي مباشر لصحة الدماغ عند البلوغ، مما يزيد من خطر الإصابة بالخرف والتدهور الإدراكي المبكر حتى لو تحسنت الحياة الاجتماعية لاحقاً.

- آثار الوحدة تمتد من الطفولة إلى الكبر

أوضحت الدراسة أن الأطفال الذين يشعرون بالانعزال وغياب الصداقات الوثيقة قبل سن 17 عاماً هم الأكثر عرضة لتطوير مشكلات عقلية وجسدية على المدى الطويل.

وأكد الباحثون أن هذه التجارب المبكرة قد تؤدي إلى:

ضعف التفاعل الاجتماعي الضروري للنمو المعرفي.

اعتماد سلوكيات غير صحية كآليات للتأقلم.

تغيرات بيولوجية خطيرة مثل ارتفاع هرمون الكورتيزول، تلف منطقة الحصين في الدماغ، الإجهاد التأكسدي، واضطراب جهاز المناعة.

- جيل الشباب الأكثر تأثراً

تشير البيانات إلى أن نحو 80% من أفراد جيل زد (Gen Z) يعانون من مشاعر العزلة، وهو ضعف معدل كبار السن. كما أن جيل ألفا (Gen Alpha) يواجه صعوبة متزايدة في تكوين صداقات جديدة وسط ما يُعرف بـ "وباء الوحدة العالمي".

- ارتباط مباشر بالخرف والزهايمر

دراسات سابقة وجدت أن الوحدة في الطفولة مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بنوبات ذهانية بنسبة 117% في مراحل لاحقة من الحياة. كما أظهرت أبحاث على البالغين أن مشاعر الوحدة ترتبط بارتفاع مستويات أميلويد القشرة الدماغية، وهو أحد المؤشرات المبكرة لمرض الزهايمر.

بل إن دراسة عام 2017 كشفت أن العزاب الوحيدين أكثر عرضة بنسبة 60% للإصابة بالخرف مقارنةً بنظرائهم المتزوجين والسعداء اجتماعياً.

- توصيات الخبراء لمكافحة الوحدة المبكرة

أكد مؤلفو الدراسة أن مواجهة هذه المشكلة تتطلب خططاً شاملة للصحة العامة، تشمل:

تعزيز فرص التواصل الاجتماعي للأطفال.

دعم المهارات الاجتماعية عبر المدارس والمجتمعات.

توفير شبكات دعم قوية للأسر والأطفال.

تقديم خدمات الصحة العقلية المبكرة الموجهة لمشاعر الوحدة والعزلة.

وأشار الباحثون إلى أن الوحدة قد تكون مدمرة للصحة مثل تدخين 15 سيجارة يومياً، وفق تقديرات منظمة الصحة العالمية (WHO).

المصدر: نيويورك بوست