كشفت دراسة صادرة عن جامعة تايبيه الطبية أن الاضطراب في الساعة البيولوجية للجسم – سواء بسبب نمط الحياة الحديث أو استخدام بعض الأدوية المنظمة للمزاج – يمكن أن يؤثر سلبا على الصحة الهرمونية لدى النساء، مما قد يزيد من حدة الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب واضطراب ثنائي القطب.
تأثير اضطراب النوم على الدورة الشهرية والصحة النفسية
يعاني ملايين النساء من اضطرابات في الدورة الشهرية نتيجة أنماط النوم غير المنتظمة، والعمل بنظام المناوبات الليلية، وتغير المناطق الزمنية عند السفر، إضافة إلى تأثير بعض الأدوية مثل مثبتات المزاج، هذه الاضطرابات لا تؤثر فقط على الصحة الإنجابية، بل ترتبط أيضًا بزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب وغيره من الاضطرابات المزاجية.
اختلال الإيقاع اليومي يربك الدورة الشهرية: التعرض للضوء الصناعي ليلًا والالتزام بجداول غير منتظمة قد يؤدي إلى اضطراب الساعة البيولوجية وبالتالي عدم انتظام الطمث.
الأدوية النفسية وتأثيرها على الهرمونات: أظهر دواء الليثيوم – المستخدم في علاج اضطراب ثنائي القطب – أنه يطيل الإيقاع اليومي ويؤثر على التوازن الهرموني، ما قد يسبب مشكلات في الدورة الشهرية.
ترابط الأنظمة الزمنية: الساعة البيولوجية في الدماغ (تحت المهاد) لا تنظم النوم فقط، بل تتفاعل أيضا مع الجهاز التناسلي الذي يعمل وفق إيقاعات شهرية.
أثر الضوء والفصول: قصر ساعات النهار قد يطيل مدة الدورة الشهرية، بينما يساهم طولها في تقصيرها، مما يؤكد حساسية الجسم للتغيرات الموسمية.
تصريح الباحث الرئيسي للدراسة
قال البروفيسور جيهوان ميونغ، المؤلف الرئيسي للدراسة: "ساعاتنا البيولوجية لا تحدد مواعيد نومنا فقط، بل تؤثر بعمق على مشاعرنا ووظائف أجسادنا، فهم العلاقة بين الإيقاعات اليومية والشهرية يمكن أن يساعدنا على ابتكار علاجات تدعم الصحة النفسية والهرمونية معا."
أهمية البحث
اعتمدت الدراسة على مراجعة أبحاث تشريحية وفسيولوجية جمعت بين بيانات بشرية وتجارب على نماذج حيوانية. وقد ركز الباحثون على كيفية تأثير الأدوية مثل الليثيوم على الإيقاعات الحيوية، ودعوا إلى تطوير نماذج علاجية أكثر شمولا تراعي تكامل الإيقاعات اليومية والشهرية.
يسلط هذا البحث الضوء على تقاطع مهم بين الصحة النفسية والصحة الإنجابية لدى النساء، ويؤكد ضرورة تطوير علاجات أكثر تخصصًا تراعي إيقاعات الجسم الحيوية، بما يساعد النساء على التوازن بين الصحة النفسية والهرمونية دون التضحية بأي منهما.
