أسباب الغثيان الصباحي أثناء الحمل
دراسات و أبحاث
أسباب الغثيان الصباحي أثناء الحمل
25 أيلول 2025 , 14:25 م

كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس (UCLA) عن علاقة بين أعراض الغثيان الصباحي أثناء الحمل واستجابة الجسم المناعية المعقدة للطفرات البيولوجية والتغيرات الجسدية التي تطرأ خلال هذه المرحلة.

وفقا للمعاهد الوطنية للصحة، تعاني نحو 80٪ من الحوامل في المراحل المبكرة من الحمل من الغثيان والقيء والنفور من بعض الأطعمة والروائح، وعلى الرغم من أن هذه الأعراض قد تكون مزعجة، إلا أنها غالبا لا تشير إلى وجود مشاكل صحية لدى الأم أو الجنين، بل تعكس توازنا دقيقا وفريدا من نوعه أثناء الحمل.

كيف يعمل الجهاز المناعي أثناء الحمل؟

توضح الأستاذة مولّي فوكس من قسم الأنثروبولوجيا بجامعة UCLA:"خلال الحمل، يواجه الجهاز المناعي للأم تحديا فريدا: يجب أن يحمي الأم والجنين من العدوى دون مهاجمة الجنين، الذي يحمل نصف جينات الأب ويعتبر غريبا جزئيا بالنسبة للجسم."

ويشير الباحثون إلى أن هذا التوازن يتحقق من خلال استجابات التهابية محددة، تعمل على حماية الجنين من الرفض المناعي، إضافة إلى آليات سلوكية تكيفية مثل الغثيان التي تدفع الأم لتجنب الأطعمة المحتمل أن تكون ضارة، خاصة في الثلث الأول والثاني من الحمل

منهجية الدراسة والنتائج

أجرى فريق UCLA، المكون من أنثروبولوجيين وعلماء وبائيات، تحليلاً على عينات الدم لقياس جزيئات مناعية تعرف باسم السيتوكينات، وهي بروتينات تساعد الجسم على تنظيم الالتهاب ومواجهة الأمراض.

كما ملأت المشاركات استبيانات حول أعراض الغثيان والقيء ونفور الأطعمة والروائح في مراحل الحمل المبكرة. شملت الدراسة 58 امرأة من أصول لاتينية في جنوب كاليفورنيا، وتمت متابعتهن منذ بداية الحمل وحتى مرحلة ما بعد الولادة.

64٪ من المشاركات واجهن نفورًا من روائح أو أطعمة، خصوصا دخان التبغ واللحوم.

67٪ أبلغن عن الغثيان، و66٪ عن القيء.

وجد الباحثون أن النفور من الروائح، مثل دخان التبغ، يرتبط بزيادة الاستجابة الالتهابية. كما ارتبط الغثيان والقيء والنفور من الأطعمة بموازنة مناعية أكثر التهابية، وهو ما قد يشير إلى آلية حماية طبيعية.

التطور الطبيعي والاستنتاجات

تتفق النتائج مع نظرية أن هذه الأعراض قد تكون جزءًا من تكيّف تطوري يساعد الجسم على تقليل التعرض للمواد الضارة أثناء الحمل.

تضيف الأستاذة فوكس: "البشر لديهم مشيمة غائرة جدا مقارنة ببقية الثدييات، حيث تلامس خلايا الجنين دم الأم مباشرة، لذلك يحتاج الجسم إلى استراتيجيات فريدة لضمان عدم مهاجمة الجهاز المناعي للجنين."

ويمكن أن يكون الغثيان والقيء والنفور من الطعام طبقة إضافية من الحماية، تشجع الأم على تجنب الأطعمة الضارة مثل اللحوم غير المطهوة جيدا أو الأجبان الطرية.

تشير الباحثة دايون كوون، المؤلفة الأولى للدراسة، إلى أن النتائج قد تساعد في:

تعزيز فهم أن الغثيان والقيء من الأعراض الطبيعية أثناء الحمل ذات أساس بيولوجي صحي.

دعم سياسات أماكن العمل لتقديم تسهيلات عملية للأمهات الحوامل، مثل تحسين الاستفادة من الخدمات الصحية وتقليل الوصمة الاجتماعية.

تحفيز مزيد من الدراسات لتطوير وسائل تشخيصية غير أو منخفضة التدخل لتقييم صحة الحمل.