تأثير التوتر أثناء الحمل على الصحة النفسية للأطفال
دراسات و أبحاث
تأثير التوتر أثناء الحمل على الصحة النفسية للأطفال
27 أيلول 2025 , 15:05 م

أثبتت دراسة علمية حديثة أن الحالة النفسية للأم خلال فترة الحمل لا تؤثر فقط على الصحة الجسدية للجنين، بل تترك بصمتها العميقة على حالته النفسية في المستقبل، فقد كشف باحثون من المركز الطبي بجامعة وايل كورنيل – الولايات المتحدة أن تعرض الأم للعدوى أو التوتر خلال الحمل قد يزيد من خطر إصابة الطفل باضطرابات القلق عند بلوغه سن الرشد.

وقد نُشرت نتائج هذه الدراسة في مجلة Cell Reports العلمية، بعد سلسلة من التجارب التي أجريت على الفئران، لتوضيح الآليات العصبية والوراثية الكامنة وراء هذه الظاهرة.

كيف يؤثر التوتر داخل الرحم على الدماغ؟

أظهرت التجارب أن الفئران التي تعرضت أمهاتها للضغط العصبي أثناء الحمل أظهرت سلوكيات أكثر قلقاً عند نموها، رغم أنها لم ترث القابلية للقلق وراثياً. وعند فحص أدمغتها، تبيّن أن منطقة "التلفيف المسنن البطني" – المسؤولة عن تقييم المخاطر والتهديدات – تعمل بشكل مفرط عند مواجهة مواقف توترية.

كما كشفت عمليات المسح الدماغي أن عددًا قليلاً من الخلايا العصبية في هذه المنطقة أُعيدت برمجتها، مما جعلها تبالغ في الاستجابة للمخاطر، حتى عندما لا تكون موجودة بالفعل.

التغيرات الجينية المرتبطة بالتوتر

درس العلماء أيضاً عملية مثيلة الحمض النووي (DNA methylation)، وهي آلية بيولوجية تتحكم في تشغيل أو إيقاف الجينات. وأظهرت النتائج أن الفئران التي تعرضت للضغط داخل الرحم طرأت عليها تغييرات في آلاف المواقع على سلاسل الـDNA في الدماغ، خصوصاً في المناطق المرتبطة بالاستجابة للخطر.

وهذا يعني أن التوتر أثناء الحمل يترك بصمة عصبية وجينية دائمة تجعل الدماغ مهيأً للقلق المفرط والابتعاد عن التهديدات حتى قبل ظهورها.

ماذا تعني هذه النتائج للبشر؟

على الرغم من أن الدراسة أجريت على الفئران، إلا أن نتائجها تسلط الضوء على الدور المحوري لظروف الحمل في تشكيل الدماغ البشري في المستقبل. ويرى الباحثون أن التوتر أثناء الحمل قد يكون أحد العوامل الخفية وراء ارتفاع معدلات القلق واضطراباته النفسية بين البشر.

ويخطط العلماء لمزيد من الأبحاث لفهم السبب وراء تأثر بعض الخلايا العصبية فقط دون غيرها بالتوتر، ولمعرفة ما إذا كان من الممكن التدخل مبكراً للوقاية من هذه التأثيرات.

المصدر: Daily Mail