اختبار دم بسيط يكشف خطر الجلطات والنوبات القلبية
منوعات
اختبار دم بسيط يكشف خطر الجلطات والنوبات القلبية
9 تشرين الأول 2025 , 12:30 م

تمكن فريق من علماء جامعة سيتشينوف الروسية من تطوير نموذج رياضي فريد يتيح تشخيص تصلب الشرايين الخطير وتحديد خطر الإصابة بـ النوبات القلبية أو السكتات الدماغية من خلال تحليل بسيط للدم، دون الحاجة إلى فحوص معقدة أو باهظة الثمن.

هذا الاكتشاف، الذي نُشر في مجلة Biomedicines العلمية، يُعتبر خطوة متقدمة نحو الطب الشخصي الحديث في مجال أمراض القلب والأوعية الدموية.

ما هو تصلب الشرايين ولماذا هو خطير؟

يُعد تصلب الشرايين من الأسباب الرئيسية للنوبات القلبية والسكتات الدماغية.

تحدث هذه الحالة عندما تتكون لويحات دهنية داخل جدران الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى تضييقها وانسدادها بمرور الوقت.

تكمن الخطورة الحقيقية في عدم استقرار هذه اللويحات، إذ يمكن أن تنفجر فجأة وتغلق مجرى الدم، مسببةً أزمة قلبية أو دماغية قاتلة.

الدور الحاسم لأحماض أوميغا-3 الدهنية

أوضح الباحثون أن أحد أهم مؤشرات الخطر هو مستوى أحماض أوميغا-3 الدهنية في الدم، المعروف باسم مؤشر أوميغا-3.

القيمة المنخفضة لهذا المؤشر ترتبط مباشرةً بارتفاع احتمال أن تصبح اللويحات غير مستقرة — وهي الحالة التي تسبق انسداد الشرايين وحدوث النوبات القلبية.

لكن المشكلة تكمن في أن قياس هذا المؤشر تقليديا يتطلب تحليلا معقدا لخلايا الدم الحمراء (كريات الدم الحمراء)، وهو فحص لا يتوفر في جميع المختبرات الطبية.

وهنا جاء الحل من العلماء الروس.

النموذج الروسي الجديد: دقة عالية من تحليل دم بسيط

ابتكر باحثو جامعة سيتشينوف نموذجًا رياضيا يعتمد على تحليل مكونات البلازما في الدم — وهو اختبار بسيط وشائع — لتحديد مؤشر أوميغا-3 بدقة كبيرة.

الميزة المذهلة في هذا النموذج أنه تمت معايرته خصيصا ليتناسب مع الخصائص الأيضية للسكان الروس، مما يعزز دقته في التنبؤ بالمخاطر الصحية على المدى الطويل.

هذا التطور يعني أن الأطباء سيتمكنون قريبا من تشخيص تصلب الشرايين الخطير مبكرا دون الحاجة إلى تحاليل معقدة أو أجهزة متقدمة.

انخفاض أوميغا-3 في اللويحات غير المستقرة

أكدت التجارب أن مستوى أوميغا-3 ينخفض بشكل ملحوظ في اللويحات غير المستقرة مقارنة بتلك المستقرة، مما يثبت العلاقة المباشرة بين نقص هذه الأحماض وزيادة خطر الجلطات.

وصرّح الدكتور فيليب كوبيلوف، مدير معهد أمراض القلب الشخصية في الجامعة، قائلاً:

"نموذجنا يسمح بتقييم مستوى أوميغا-3 من خلال تحليل البلازما فقط، مما يسهل متابعة المرضى وتحديد العلاج الأنسب لكل حالة."

نحو طب قلبي مخصص لكل مريض

يُعد هذا الابتكار خطوة مهمة في الاتجاه نحو الطب الشخصي (Personalized Cardiology)، إذ يمكّن الأطباء من:

تقييم احتمالات الإصابة بالأمراض القلبية بدقة عالية.

اختيار العلاجات والجرعات المناسبة لكل مريض على حدة.

تحديد ضرورة وصف مكملات أوميغا-3 للوقاية من الجلطات والنوبات القلبية.

ومن المتوقع أن يُدمج هذا التحليل الجديد في الممارسات المخبرية خلال السنوات القليلة القادمة، مما سيجعل فحوص القلب الوقائية أكثر سهولة ودقة في الوقت نفسه.

بفضل الابتكار الروسي الجديد، أصبح بإمكان الأطباء الكشف عن خطر الجلطات والنوبات القلبية من خلال تحليل دم بسيط يُجرى في أي مختبر.

هذا الاكتشاف لا يمثّل فقط تقدما في التكنولوجيا الطبية، بل يفتح الباب أمام عصر جديد من التشخيص المبكر والطب الوقائي، حيث يمكن إنقاذ آلاف الأرواح عبر خطوة بسيطة: تحليل دم ذكي ودقيق.

المصدر: Science Mail