زهران ممداني عمدة نيويورك لغم اقد ينفجر بأي لحظة..
مقالات
زهران ممداني عمدة نيويورك لغم اقد ينفجر بأي لحظة..
علي وطفي
9 تشرين الثاني 2025 , 22:23 م

مرشح الحزب الديمقراطي والعمدة الجديد البالغ من العمر 34 عامًا، وهو أوغندي المولد من اصول هندية و يعتبر أصغر عمدة في تاريخ نيويورك منذ قرن، وأول سياسي من أصل جنوب آسيوي يقود المدينة في تاريخها الممتد لأربع مائة عام ، فور إعلان نتائج الانتخابات غرد ممداني: "دونالد ترامب، بما أنني أعلم أنك تشاهد ، ارفع مستوى الصوت! إذا كان بإمكان أي شخص أن يظهر لبلد خانه ترامب كيفية هزيمته ، فهي المدينة التي أنجبته." رد ترامب بكلمة واحدة على منصته " تروث ": " بدأ الأمر!" و من الصعب تخيل الصدمة التي اجتاحت الرئيس الأمريكي عندما تقع المدينة التي ولد ونشأ فيها ، التي هي النسبة له رمزًا للوطن الأمريكي في قبضة يساري مناهض للنظام الرأسمالي و المستعد حسب افكاره في بدء ثورة في مدينة نيويورك ، حاملا وعود انتخابية منها تجميد إيجارات أكثر من مليون شقة، و توسيع نطاق المواصلات العامة المجانية وتوفير رعاية أطفال مجانية شاملة من خلال فرض ضرائب على الشركات الكبرى وأصحاب الدخل المرتفع و الأثرياء كما وعد بتصحيح تعامل الشرطة مع المواطنين و استحداث آليات جديدة لدعم الأشخاص الذين يعانون من مشاكل الصحة وإنشاء شبكة من متاجر البقالة البلدية لأصحاب الدخل المحدودة (افكار لينينية) وهو ما اتهمه به مؤيدي ترامب و ترامب نفسه بالشيوعي بالفعل حملة ممداني الانتخابية تشبه شعار انطلاق ثورة البلاشفة 1917، و صحيفة نيويورك بوست كانت قد انزلت صورة له وهو يحمل مطرقة و منجلًا على خلفية ناطحات السحاب في نيويورك مرفقة بعبارة " خذوا كل شيء".

هذا التحول في واقع المدينة ربما تسرع في عملية خروج مليارات الدولارات من دورها الإقتصادية إلى ولايات أخرى أي ان الأثرياء و اصحاب المليارات قد يبحثون عن ملاذات آمنة ، إضافة إلى ان عدد لا يستهان به من الجالية اليهودية صوتت له ، فان السكان اليهود في المدينة بدأ ينتابهم القلق أيضا كون ممداني حصل على الكثير من أصوات الجالية المسلمة المحلية التي عانت طويلًا بسبب اتهامها ب (معاداة السامية )، و في كتابه الصادر عام 2004 بعنوان "المسلم الصالح و المسلم الشرير: أميركا والحرب الباردة و جذور الإرهاب"، كتب والد زهران أن الانتحاريون ينبغي أن ينظر إليهم باعتبارهم " فئة من المقاتلين " وهم احد إفرازات العنف السياسي المعاصر بدلاً من وصمهم باعتبارهم وحوش". ومن ثم موقف ممداني العلني المؤيد للقضية الفلسطينية و تصريحاته المعادية لإسرائيل كما وعد باعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن زار المدينة خطوة شجاعة بلا أدنى شك ولكن لم تمر هكذا من قبل نتنياهو صاحب النفوذ الاقوى في الدولة العميقة اليوم.

كما ان الحزب الجمهوري ، الذي (نظفه ) ترامب من الخونة والمنشقين يعاني هو الآخر من حالة فوضى ويعتبر هذا الحزب فوز " ليس أمريكي الاصل " مؤشرا على أنه في ظل التعامل مع المهاجرين و حالرهم المتدهورة قد تتكرر انتصارات في ولايات اخرى و بالتالي تراجع نفوذ القوى البيضاء التقليدية وتتصاعد الفاشية الترامبية اتجاههم بالتالي الخوف من قيام ترامب بنشر الحرس الوطني في نيويورك مما يشعل حرب اهلية عرقية ودينية تنسحب على جغرافية البلاد وهناك امر مهم لم يتنبه له الكثيرون هو انتماء زهران لعائلة هندية نخبوية تعمل بالسياسة الدولية ، فهل سيعمل لصالح السياسة الهندية.؟.

معنىى نيويورك في اللغة الأمريكية " التفاحة الكبيرة " و مع عمدتها الجديد قد تصبح معقل الأمريكيين الملونين و المهاجرين وهناك ما يشبه حركة " حياة السود " بدأت تتشكل داخل مجتمع المدينة و" زهران" يؤيد هذه التحولات و يصر على أن " نيويورك كانت ولا تزال مدينة للمهاجرين " كما وعد بجعلها مركز مقاومة لخطط افكار ترامب الفاشية.

ربما اخطأت " الدولة العميقة" الحسابات عندما دفعت ترامب إلى صياغة السياسة الحالية في الداخل الأمريكي ، حيث اصبح واضحا ان خصومه الأقوياء هم الذين استخف بهم وعلى ما يبدو قد يكتبون تاريخ أمريكا القادم من وراء الكواليس وهم الغالبية من الشباب ذوي البشرة الغير بيضاء " إنهم من مفردات الجيل z مع عمدتهم الجديد ، انتصر ممداني في صراع مع النخبة في مدينة نيويورك التي بذلت كل ما في وسعها لمنع فوزه عن طريق المال، الإهانات ، وأساليب الترهيب ، فجاء نجاح ممداني بدعم الشباب الأكفاء في المدينة، الذين منهم كثيرين بدء ينضم إلى صفوف الأثرياء".

كما اعتبرت صحيفة نيويورك تايمز فوز ممداني "إنجازا كبيرا للعديد من المسلمين الأمريكيين"، فقد ساهم في انخراط العديد من الأمريكيين الملونيين، سواءً كانوا موالين أو معارضين في المشهد السياسي الحقيقي وظهور مؤشرات التصعيد في المواجهة بين مجتمعين العرقي والديني بشكل يومي في البلاد ، فضلا عن خيبة أمل عميقة لدى كثير من الأمريكيين من أن النظام الأمريكي الغير عادل ، حان الوقت ليدرك السياسيون الأمريكيون أن إخماد الاحتجاجات الاجتماعية في الداخل بالعدوان الخارجي أشبه بإخماد حريق بالكيروسين . واضح ان عمدة مدينة نيويورك الجديد من خلفية يسارية ديمقراطية مناهض للرأسمالية ، لكن هل سيتمكن من تطبيق وعوده الانتخابية و تشكيل فريق مهني لتنفيذ الخطط التي ينوي تنفيذها، مثل وسائط النقل المجانية ومراقبة الإيجارات لدعم الإسكان و لماذا انتخب المهمشون والمهاجرون والعاطلون عن العمل هذا الرجل؟ وهل سيوفي بوعوده بعد نشوة الفوز ؟.

علينا ان نذكر ونتذكر الاحتمالات و مصير كل من - جون كندي ، بيل كلينتون وحسين اوباما (الذي هلل لوصوله المسلمين والعرب و فتك به وقسم البلاد والعباد بمشروعه ايصال الاخوان المسلمين الى قيادة المنطقة العربية والسؤال الاصعب والاخطر : إن بقي عمدة نيويورك على مواقفه وبدأ ترجمتها وخرج عن سيطرة الديمقراطيين الذين دعموه و ضمنا قسم لا يستهان به من اللوبي اليهودي و من ثم ما هو موقف اللوبيات المناهضة له في حال ضرب مصالحها المالية والإقتصادية في نيويورك او قرر الدخول في السياسة الفيدرالية والمنافسة والوصول إلى المكتب البيضاوي لاحقا ، وهل يسمحون لاف

كاره ان تصبح واقع ينتشر في كل الولايات ..؟ ام سوف يخضع كما فعل من قبله الطامحون إلى مستقبل سياسي قد بوصله الى كرسي المكتب الرئاسة في المستقبل…؟؟ اذا هو من يحدد مساره و مصيره وفق الاحتمالات الثلاثة و لا شيء آخر وتبقى العبرة بالخواتيم