اكتشاف آلية مزدوجة لمعالجة الشم لدى الإنسان
دراسات و أبحاث
اكتشاف آلية مزدوجة لمعالجة الشم لدى الإنسان
20 تشرين الثاني 2025 , 14:44 م

أحرز فريق من علماء الأعصاب في جامعة طوكيو بقيادة الباحثة ماساكو أوكاموتو تقدما مهما في فهم كيفية تعامل الدماغ البشري مع الروائح. فقد ركّز الباحثون على تسجيل نشاط الدماغ أثناء استنشاق مجموعة متنوعة من الروائح، في حين قام المتطوعون بإجراء اختبارات متخصصة وملء استبيانات خاصة بتجربتهم الحسية.

المرحلة الأولى: اكتشاف وجود الرائحة

أظهرت القياسات أنه فور وصول الرائحة إلى المتطوع، يظهر في الدماغ اندفاع مبكر من النشاط العصبي. ويقوم هذا النشاط الأساسي بوظيفته الأولى: تحديد وجود رائحة في الجو.

كما اتضح أن نمط هذا النشاط المبكر يرتبط مباشرة بقدرة الشخص على التمييز الدقيق بين الروائح ، ما يجعله جزءا جوهريا من عملية التعرف الحسي.

المرحلة الثانية: تقييم مدى لطافة الرائحة

بعد فترة قصيرة، تُسجل موجات دماغية مختلفة تماما، وهي المسؤولة عن التقييم الذاتي للروائح: هل هي لطيفة؟ منفّرة؟ محايدة؟

ووجد العلماء أن دقة هذه المرحلة ترتبط بمدى اهتمام الشخص في حياته اليومية بالروائح المحيطة به، كما أكدته بيانات الاستبيانات. أي أن الأشخاص الأكثر وعيا بالروائح يظهرون نشاطا دماغيا أوضح في هذه المرحلة

تسلسل صارم في المعالجة العصبية للشم

خلصت أوكاموتو وزملاؤها إلى أن الدماغ يتعامل مع الروائح عبر تسلسل واضح:

1. ترميز خصائص الرائحة الجزيئية لتحديدها وتمييزها.

2. تشكيل الانطباع الشخصي والصفة الإدراكية (المحببة أو المنفرة).

هذا التسلسل يتيح للإنسان التعرف على الروائح بسرعة، ثم اتخاذ قرارات سلوكية تتعلق بها.

تطبيقات مستقبلية واسعة في الطب العصبي

يرى الباحثون أن الأنماط المكتشفة من النشاط الدماغي قد تُستخدم مستقبلا كـ مؤشرات حيوية لتقييم اضطرابات الشم التي ترافق بعض الأمراض مثل:

مرض باركنسون

عدوى COVID-19

كما قد تساعد النتائج في تطوير برامج إعادة تأهيل أو تدريب حاسة الشم للمرضى الذين يعانون من ضعفها.

المصدر: Наука Mail