تعمل شركة Longshot، وهي شركة ناشئة في مجال التكنولوجيا الفضائية تأسست عام 2021، على تطوير نظام إطلاق جديد يعتمد على مسرّع أرضي قادر على “قذف” الأقمار الصناعية إلى المدار المنخفض للأرض، ويهدف هذا الابتكار إلى تخفيض التكاليف العالية التي تتطلبها عمليات الإطلاق الصاروخي التقليدية.
وقد أعلنت الشركة مؤخراً أنها استأجرت منشأة بحرية أمريكية سابقة لاختبار المدافع الداخلية في Alameda Point بولاية كاليفورنيا، لتكون مقرا لبناء واختبار النموذج الأولي للمدفع العملاق.
أكبر مدفع تشغيلي في العالم قيد الإنشاء
تخطط الشركة لاستخدام الموقع لبناء مدفع فائق الحجم بقطر 30 إنشا وطول 120 قدما، تتوقع الشركة أن يكون أكبر مدفع تشغيلي في العالم.
ويهدف هذا المدفع إلى تسريع المقذوف تدريجياً باستخدام تقنيات دفع متتالية حتى يصل إلى سرعات الإطلاق المدارية.
تقنية مستوحاة من الحرب العالمية الثانية
يعتمد نظام Longshot على مسرّع أرضي يستخدم مراحل متعددة من الحقن (Multi-injection) لإطلاق الحمولة بسرعات فرط صوتية (Hypersonic).
الفكرة مستوحاة من:
رواية جول فيرن “من الأرض إلى القمر” (1865)
مدفع V-3 الألماني في الحرب العالمية الثانية، الذي استخدم شحنات جانبية متتابعة على طول السبطانة
لكن Longshot تستخدم بدلاً من الشحنات المتفجرة غازًا مضغوطًا يتم حقنه في عدة مراحل، مما يوفّر دفعاً تدريجياً وآمناً.
هذا الأسلوب يعمل على تسريع المقذوف داخل أنبوب الإطلاق حتى يخرج بسرعة هائلة على خط أُفقي منخفض نسبياً.
سرعة الوصول إلى المدار
تؤكّد الشركة أن المقذوف يحتاج إلى سرعة تصل إلى ماخ 23 ليستطيع:
اختراق الغلاف الجوي
البقاء في المدار
استكمال رحلته بواسطة محرك صاروخي صغير فقط
(علماً أن التقنية غير مخصصة لنقل البشر).
تجارب ناجحة وصلت إلى سرعة ماخ 4
أكملت Longshot أكثر من 100 تجربة إطلاق في منشأتها الأصلية بمدينة أوكلاند، ونجحت مؤخراً في الوصول إلى سرعة تفوق ماخ 4.
وأسهمت هذه الإنجازات في حصول الشركة على:
تمويل من برنامج SBIR التابع للقوات الجوية الأمريكية
استثمار بقيمة 4 ملايين دولار من شركات بارزة مثل Starship Ventures وDraper Associates
دعم من سام ألتمان (رئيس OpenAI)
منشأة إطلاق ضخمة قيد الموافقة في نيفادا
تنتظر الشركة حالياً الموافقات لبدء بناء موقع إطلاق في مطار Tonopah بولاية نيفادا، حيث تخطط لإنشاء:
أنبوب فولاذي بقطر داخلي 3 أقدام
يمتد لأكثر من نصف كيلومتر
مع حقن غاز متعدد على امتداد السبطانة
وتهدف المنشأة الجديدة إلى أن تكون أول موقع قادر على إطلاق أقمار صناعية إلى المدار باستخدام مدفع أرضي فقط.
ويُقال إن الموقع قد يستخدم أيضاً لتزويد الجيش الأمريكي بحمولات أسرع من الصوت لاختبار أنظمة الدفاع.
ثورة محتملة في اقتصاد الفضاء
تركّز Longshot على حل التحدي الأكبر في قطاع الإطلاق الفضائي: الكلفة العالية للصواريخ.
فالصواريخ، رغم تطورها، ما تزال تمتلك تكاليف تشغيل مرتفعة، خاصة في عمليات الإطلاق المتكررة. أما نظام Longshot فيعِد بتحقيق:
انخفاض كبير في التكلفة.
زيادة معدل الإطلاق.
اعتماد بنية تحتية ثابتة بدل الصواريخ التقليدية.
وإذا نجح المشروع، فقد يشكّل تحولاً جذرياً في مستقبل النقل الفضائي.