الكشف عن إنزيم دماغي مسؤول عن إدمان النيكوتين لأول مرة
دراسات و أبحاث
الكشف عن إنزيم دماغي مسؤول عن إدمان النيكوتين لأول مرة
5 كانون الأول 2025 , 17:18 م

يُعدّ إدمان النيكوتين أحد أكثر تحديات الصحة العامة انتشارا في العالم، إذ يحدث نتيجة تغيّرات معقدة في الدماغ تجعل الإقلاع عن التدخين عملية شاقة وصعبة. ورغم أنّ الأبحاث ركّزت لعقود طويلة على دور الخلايا العصبية في تكوين الإدمان، فإنّ اكتشافا علميا حديثا يشير إلى أن خلايا أخرى في الدماغ، تُعرف بالخلايا الدبقية النجمية Astrocytes، تلعب دورا أساسيا في تشكيل السلوك الإدماني المرتبط بالنيكوتين.

الدبق النجمية ودورها الخفي في الإدمان

قاد الأستاذ أون سانغ تشوي من قسم العلوم البيولوجية في جامعة بوسان الوطنية فريقًا بحثيًّا أظهر أن الخلايا الدبقية النجمية تشارك بفاعلية في التغيّرات التي يحدثها النيكوتين في الدماغ. ويركّز هذا الاكتشاف على إنزيم يُسمّى الغلوتامين سينثيتاز (GS)، وهو إنزيم حيوي مسؤول عن تنظيم مستويات الغلوتامات، وهو الناقل العصبي الأساسي المسؤول عن الإثارة في الدماغ.

أبرز نتائج الدراسة

1. تحفيز مستقبلات نيكوتينية في الخلايا الدبقية

عند تعريض فئران تجارب لجرعات متكررة من النيكوتين، لاحظ الباحثون أن النيكوتين ينشّط مستقبلات α7-nAChR الموجودة على الخلايا الدبقية النجمية في منطقة النواة المذنبة والبطامة (CPu) في الدماغ.

2. ارتفاع مستويات الكالسيوم داخل الخلية

هذا التنشيط يؤدي إلى زيادة الكالسيوم داخل الخلايا، ما يحفّز بروتينا يُعرف باسم pJNK، وهو بروتين يرتبط عادةً بالتوتر الخلوي والتعرض للمواد المخدّرة.

3. تنشيط مسار الغلوتامات – الغلوتامين

بعد تنشيط pJNK، يتفاعل البروتين مع مستقبل mGluR1a، مما يؤدي إلى تعزيز نشاط إنزيم GS وبالتالي تنشيط مسار الغلوتامات – الغلوتامين المسؤولة عن الحساسية الحركية المرتبطة بإدمان النيكوتين.

تجربة تثبيط الإنزيم: خطوة نحو العلاج

استخدم الباحثون ببتيدا مثبطا خاصا لمنع التفاعل بين pJNK و mGluR1a. وعند حقنه مباشرة في أدمغة الفئران:

انخفض نشاط إنزيم GS بشكل ملحوظ.

اختفت التغيرات السلوكية المرتبطة بإدمان النيكوتين، مثل زيادة النشاط الحركي.

هذا يؤكد أن الخلايا الدبقية النجمية ليست مجرد خلايا داعمة، بل لاعب أساسي في سلوك الإدمان.

أهمية الاكتشاف لمستقبل أبحاث الإدمان

يفتح هذا الاكتشاف الباب أمام تطوير علاجات جديدة تستهدف:

التواصل بين الخلايا العصبية والدبقية

مسارات الغلوتامات

الإنزيمات المسؤولة عن تعزيز اعتماد الدماغ على النيكوتين

ورغم أن التطبيق السريري لهذه النتائج يحتاج وقتا لدراسات إضافية على البشر، فإنّها تقدّم رؤية جديدة يمكن أن تسهم في ابتكار استراتيجيات فعّالة لدعم جهود الإقلاع عن التدخين.

يؤكد هذا البحث أن التخلص من إدمان النيكوتين لا يعتمد فقط على فهم دور الخلايا العصبية، بل يتطلب أيضا فهما أعمق لتفاعل الخلايا الدبقية معها. ومع استمرار الأبحاث، قد يصبح هذا الاكتشاف نقطة تحول في تطوير علاجات مستقبلية.


المصدر: Acta Pharmaceutica Sinica B