كشفت الدكتورة فيرا نيكيشينا، أستاذة علم النفس، ومديرة معهد علم النفس السريري والعمل الاجتماعي في جامعة بيروغوف، أن الأشخاص ذوي الذكاء المرتفع يتمتعون بخصائص نفسية وعاطفية معقدة، وغالبا ما يواجهون صعوبات أكبر في التكيف الاجتماعي مقارنة بغيرهم.

وجاء ذلك في تصريحات خاصة لصحيفة Gazeta.Ru، حيث أوضحت أن ارتفاع مستوى الذكاء لا يعني بالضرورة سهولة التكيف مع المتغيرات الحياتية.

الذكاء العالي والتعقيد العاطفي

توضح نيكيشينا أن الذكاء المرتفع غالبا ما يكون مرتبطا بـ:

تعقيد عاطفي مرتفع

تنوع كبير في المشاعر والانفعالات

حساسية نفسية أعلى تجاه التفاصيل والتناقضات

وأشارت إلى أن الأشخاص ذوي الذكاء العالي يجدون صعوبة أكبر في “إعادة تهيئة أنفسهم” والتأقلم مع الظروف المتغيرة، مقارنة بالأشخاص ذوي مستويات الذكاء الأقل.

هل الأشخاص الأذكياء أكثر غضبا؟

كانت دراسات كندية سابقة قد أشارت إلى أن الأشخاص الأذكياء أكثر عرضة للغضب بسبب اهتمامهم العميق بما يحدث حولهم.

إلا أن الدكتورة نيكيشينا أبدت تحفظها على هذا التعميم.

وأوضحت أن:

الغضب هو انفعال أساسي لا يتحكم فيه الذكاء بشكل مباشر

التعبير المتكرر عن الغضب يُعد سلوكا مُكلفا نفسيا وغير منتج

الأشخاص ذوو الذكاء المرتفع غالبا ما يرون أن الغضب غير مجدٍ إذا تكرر دون مبرر حقيقي

الموقف من الكذب والتناقضات

بيّنت الخبيرة النفسية أن التسامح أو عدم التسامح مع الكذب لا يرتبط بالذكاء وحده، بل يختلف من شخص لآخر.

فالذكاء المرتفع قد:

يدفع بعض الأشخاص إلى رفض الكذب بشدة، على العكس يمنح آخرين قدرة أكبر على ممارسته بمهارة

كما أن:

الاندفاعية

الانزعاج من التفاصيل المتناقضة

الضيق من عدم فهم الأمور الواضحة

كلها ردود أفعال محتملة لدى الأشخاص ذوي الذكاء العالي.

لا يوجد نموذج عاطفي واحد للذكاء المرتفع

أكدت نيكيشينا أن النظر إلى الذكاء المرتفع باعتباره نموذجا نفسيا ثابتا ومتشابها لدى الجميع هو تصور غير واقعي.

وأضافت: «الذكاء المرتفع يرتبط غالبا بتنوع عاطفي كبير ودرجة عالية من التمايز الانفعالي، ولا يقتصر على شعور أو نمط عاطفي واحد بعينه».

وبحسب رأيها، فإن الذكاء العالي لا يمنع وجود مشاعر مثل:

الانفعال

التهيّج

التسامح أو عدم التسامح

التناقضات الداخلية

بل يعكس ثراءً عاطفيا أكثر من كونه سمة أحادية الجانب.

يشير الخبراء إلى أن الذكاء المرتفع ليس ضمانا للاستقرار العاطفي أو الاجتماعي، بل غالبا ما يكون مصحوبا بتعقيد نفسي وتنوع شعوري كبير، ما يجعل فهم هؤلاء الأشخاص يتطلب نظرة أعمق بعيدا عن الصور النمطية الشائعة.