انخفاض رمش العين عند التركيز في الاستماع داخل الأماكن المزدحمة
دراسات و أبحاث
انخفاض رمش العين عند التركيز في الاستماع داخل الأماكن المزدحمة
22 كانون الأول 2025 , 10:59 ص

كشفت دراسة علمية حديثة أن الإنسان يميل إلى تقليل عدد مرات رمش العين عندما يركز بشدة على الاستماع إلى شخص آخر، خاصة في البيئات الصاخبة. وتشير النتائج إلى أن رمش العين قد يكون مؤشراً مباشراً على الجهد الذهني الذي يبذله الدماغ لفهم الكلام.

ما هو رمش العين ولماذا يحدث؟

رمش العين هو حركة انعكاسية لا إرادية تتمثل في إغلاق وفتح الجفون بسرعة، وهي عملية تشبه التنفس من حيث كونها تحدث دون وعي.

تستغرق حركة الرمش عادة عُشر الثانية فقط، مما يجعلنا لا نلاحظها في معظم الأحيان. وتكمن أهمية هذه العملية في:

ترطيب سطح العين

تنظيف العين من الشوائب

حماية العين من الجفاف والعوامل الخارجية

ويُقدَّر أن الإنسان يرمش في المتوسط ما بين 14 و17 مرة في الدقيقة.

ماذا يحدث عند الاستماع في مكان مزدحم؟

بحسب باحثين من جامعة كونكورديا في كندا، فإن عدد مرات رمش العين ينخفض بشكل ملحوظ عندما يحاول الشخص الاستماع إلى حديث ما داخل بيئة مليئة بالضوضاء.

وقد نُشرت نتائج هذه الدراسة في مجلة Trends in Hearing العلمية.

ويرى الباحثون أن هذا الانخفاض في الرمش يعكس حالة من النشاط المكثف للدماغ، حيث يبذل جهداً إضافياً لتمييز الكلام وفهمه وسط الضجيج.

تفاصيل التجارب العلمية

التجربة الأولى: تأثير الضوضاء

شارك في التجربة الأولى نحو 50 شخصاً بالغاً، حيث:

جلس المشاركون داخل غرفة معزولة صوتياً

ركزوا أنظارهم على علامة (X) معروضة على شاشة

استمعوا عبر سماعات إلى جُمل قصيرة

تغيّر مستوى الضوضاء في الخلفية من منخفض إلى مرتفع

خلال ذلك، راقب العلماء عدد مرات رمش العين قبل الاستماع وأثناءه وبعده.

النتيجة:

انخفض معدل رمش العين بشكل واضح أثناء الاستماع مقارنة بالفترات التي سبقته أو تلته، وكان الانخفاض أشد وضوحاً في ظروف الضوضاء العالية، حيث يصبح فهم الكلام أكثر صعوبة.

التجربة الثانية: تأثير الإضاءة

في التجربة الثانية، تم تكرار نفس الإجراءات، لكن مع تغيير مستوى الإضاءة داخل الغرفة من خافت إلى ساطع.

النتيجة:

لوحظ نفس النمط من انخفاض رمش العين أثناء الاستماع، بغض النظر عن شدة الإضاءة.

ماذا تعني هذه النتائج؟

تشير النتائج إلى أن:

انخفاض رمش العين مرتبط بالجهد الذهني وليس بالإضاءة

الدماغ يقلل من الحركات غير الضرورية أثناء التركيز الشديد

رمش العين يمكن أن يعكس مستوى الحمل المعرفي أثناء الاستماع

ورغم اختلاف معدلات الرمش بين المشاركين (من 10 إلى 70 مرة في الدقيقة)، إلا أن الاتجاه العام كان واضحاً لدى الجميع.

خلاصة علمية

يؤكد الباحثون أن الإنسان يرمش بشكل طبيعي أقل عندما يضطر إلى بذل مجهود أكبر لفهم الكلام في بيئة صاخبة، ما يجعل رمش العين مؤشراً غير مباشر على مستوى التركيز والجهد العقلي.


المصدر: Trends in Hearing