تطوير علاج موجّه جديد لسرطانات الخلايا التائية
منوعات
تطوير علاج موجّه جديد لسرطانات الخلايا التائية
26 كانون الأول 2025 , 15:55 م

نجح باحثون من مركز كيميل للسرطان التابع لجامعة جونز هوبكنز في تطوير علاج موجّه جديد لسرطانات الخلايا التائية ، يُعد تقدما مهما في مجال العلاج الدقيق للأورام الدموية.

ويستهدف العلاج نوعا محددا من سرطانات الخلايا التائية يُعرف باسم TRBC2، مما يوفر خيارا علاجيا طال انتظاره لنحو نصف المرضى المصابين بهذه الأورام.

وقد نُشرت نتائج الدراسة في مجلة Nature Cancer العلمية المشهورة.

ما هي سرطانات الخلايا التائية ولماذا يصعب علاجها؟

تصيب سرطانات الخلايا التائية، بما في ذلك:

اللمفوما التائية

ابيضاض الدم (اللوكيميا) التائية

نحو 100 ألف شخص سنويا حول العالم.

وتُعد هذه السرطانات نادرة ومعقدة من الناحية البيولوجية، كما أنها لم تحظَ بنفس مستوى الاستثمار الدوائي مقارنة بسرطانات الخلايا البائية.

ونتيجة لذلك، يعاني المرضى البالغون الذين تنتكس لديهم هذه السرطانات من:

معدلات بقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات تتراوح بين 7% و38% فقط

التحدي الأكبر: علاج السرطان دون تدمير المناعة

أوضح الباحث الرئيسي سومان بول، أستاذ مساعد في علم الأورام، أن علاج سرطانات الخلايا التائية يواجه معضلة أساسية، إذ إن:

القضاء على جميع الخلايا التائية، سواء السليمة أو السرطانية، يعرّض المريض لخطر العدوى المميتة

على عكس الخلايا البائية، لا يمكن الاستغناء عن الخلايا التائية بشكل كامل

لذلك، يجب أن يكون العلاج دقيقا للغاية: يقضي على الخلايا السرطانية، ويُبقي عددا كافيا من الخلايا التائية السليمة.

استهداف TRBC1 وTRBC2: أساس العلاج الدقيق

تمتلك الخلايا التائية مستقبلا يُعرف باسم T-cell receptor، وله نوعان جينيان متمايزان:

TRBC1

TRBC2

وتتميز الخلايا التائية السليمة بأنها خليط من النوعين:

نحو 40% من TRBC1

نحو 60% من TRBC2

أما الخلايا السرطانية، فتعبر عن نوع واحد فقط من هذين المتغيرين.

وهنا تكمن فرصة العلاج الدقيق: استهداف المتغير الموجود في الخلايا السرطانية فقط، مع الحفاظ على نسبة كبيرة من الخلايا السليمة.

من TRBC1 إلى TRBC2: سد فجوة علاجية مهمة

في عام 2024، طوّر الفريق أول جسم مضاد علاجي يستهدف TRBC1.

لكن حتى وقت قريب، لم يكن هناك أي علاج مخصص لاستهداف TRBC2، ما حرم نحو نصف المرضى من الاستفادة من هذا النهج الدقيق.

الدراسة الجديدة نجحت في سد هذه الفجوة.

تطوير جسم مضاد جديد عالي الدقة

استخدم الباحثون تقنية متقدمة تعتمد على مكتبة الأجسام المضادة المعروضة على العاثيات (Phage Display) لتطوير جسم مضاد جديد أُطلق عليه اسم JX1.1.

ويمتاز هذا الجسم المضاد بقدرته على:

التعرف بدقة على بروتين TRBC2

عدم التفاعل مع البروتين المشابه TRBC1

وقد تم تطويره باستخدام منصة SLISY المعتمدة على تسلسل الجيل التالي، ما أتاح اختيار أفضل المرشحين بسرعة وكفاءة عالية.

علاج مركّب يقضي على الخلايا السرطانية بدقة

بعد تطوير الجسم المضاد JX1.1، قام الباحثون بربطه بدواء قاتل للخلايا السرطانية يُعرف باسم pyrrolobenzodiazepine، لتكوين ما يسمى: علاجا مركّبا من جسم مضاد ودواء (ADC).

وأظهرت التجارب المخبرية وعلى نماذج حيوانية أن:

العلاج يستهدف فقط الخلايا السرطانية الإيجابية لـ TRBC2

يميّز بوضوح بين الخلايا السليمة والسرطانية

يؤدي إلى تراجع قوي للأورام مع سمّية منخفضة جدا

نتائج قوية في التجارب الحيوانية

أكد الباحثون أن جميع الفئران التي عولجت بـ JX1.1:

تخلصت تماما من الخلايا السرطانية القابلة للكشف

حافظت على هذه النتيجة طوال فترة متابعة امتدت 150 يوما

ما يشير إلى فعالية واستدامة العلاج في النماذج التجريبية.

خطوة كبرى نحو علاج أغلب مرضى سرطانات الخلايا التائية

قال الدكتور سومان بول إن توفر علاجات تستهدف كلا من TRBC1 وTRBC2 يمثل الآن:

مجموعة متكاملة من أدوات العلاج الدقيق

خيارًا علاجيًا محتملًا لغالبية مرضى سرطانات الخلايا التائية

ويُعد هذا الإنجاز خطوة محورية نحو تحسين فرص النجاة وجودة الحياة لهؤلاء المرضى.

المصدر: Nature Cancer