دراسة علمية تنهي الجدل حول العلاج الهرموني والخرف
دراسات و أبحاث
دراسة علمية تنهي الجدل حول العلاج الهرموني والخرف
28 كانون الأول 2025 , 13:03 م

كشفت دراسة علمية حديثة عدم وجود أدلة تثبت أن العلاجات الهرمونية الشائعة المستخدمة خلال مرحلة انقطاع الطمث تؤثر، سواء بشكل إيجابي أو سلبي، على خطر الإصابة بالخرف أو الضعف الإدراكي لدى النساء.

وتدعم هذه النتائج التوجيهات الطبية الحالية التي تنص على وصف العلاج الهرموني بناءً على فوائده ومخاطره الصحية الأخرى، دون استخدامه كوسيلة للوقاية من الخرف بحسب ما جاء في صحيفة إندبندنت.

ما هو العلاج الهرموني لانقطاع الطمث؟

يعرف العلاج الهرموني أيضا باسم العلاج بالهرمونات البديلة، ويهدف إلى تعويض الانخفاض الطبيعي في مستويات الهرمونات الأنثوية خلال مرحلة انقطاع الطمث.

ويساعد هذا العلاج في تخفيف عدد من الأعراض الشائعة، من بينها:

الهبات الساخنة

تقلبات المزاج

اضطرابات النوم

التعرق الليلي

ويتوفر العلاج الهرموني بعدة أشكال، تشمل:

الأقراص الفموية

المواد الهلامية

البخاخات

الكريمات الموضعية

وقد يحتوي على هرمونات مثل الإستروجين أو البروجسترون أو التستوستيرون، بحسب الحالة الصحية لكل امرأة.

تفاصيل الدراسة وحجم العينة والنتائج

أجرى فريق بحثي دولي يضم علماء من المملكة المتحدة وأيرلندا وسويسرا وأستراليا والصين مراجعة شاملة لعشر دراسات علمية سابقة، شملت بيانات أكثر من مليون امرأة.

وهدفت المراجعة إلى تقييم ما إذا كان استخدام العلاج الهرموني قبل أو بعد انقطاع الطمث يؤثر على خطر الإصابة بـ:

الضعف الإدراكي المعتدل

الخرف

كما شملت الدراسة:

النساء المصابات بانقطاع الطمث المبكر

حالات قصور المبيض المبكر، حيث يتوقف المبيض عن العمل قبل سن الأربعين.

أظهر التحليل، المنشور في مجلة The Lancet Healthy Longevity، عدم وجود علاقة ذات دلالة إحصائية بين العلاج الهرموني وخطر الإصابة بالضعف الإدراكي أو الخرف.

كما لم تظهر أي تأثيرات ملحوظة تتعلق بـ:

توقيت بدء العلاج

مدة استخدامه

نوع الهرمونات المستخدمة

وأكد الباحثون أن وصف العلاج الهرموني يجب أن يستند إلى تقييم شامل للفوائد والمخاطر الصحية الأخرى، وليس لغرض الوقاية من الخرف.

آراء الباحثين والخبراء

قالت ميليسا ميلفيل، الباحثة الرئيسية في الدراسة، إن الخرف يؤثر على النساء بشكل غير متناسب على مستوى العالم، ما يستدعي فهما أعمق للعوامل المؤثرة وإيجاد سبل فعالة للحد من المخاطر.

وأضافت أن الجدل المستمر حول تأثير العلاج الهرموني على الذاكرة والإدراك تسبب في حيرة لدى النساء ومقدمي الرعاية الصحية، نتيجة تضارب نتائج الدراسات السابقة.

موقف منظمة الصحة العالمية

من جهتها، أوضحت البروفيسورة إيمي سبيكتور أن منظمة الصحة العالمية لا تقدم حاليا توجيهات محددة بشأن العلاقة بين العلاج الهرموني والنتائج المعرفية.

وأعربت عن أملها في أن تسهم هذه المراجعة العلمية في وضع إرشادات جديدة متوقعة بحلول عام 2026، مشيرة إلى الحاجة لمزيد من الدراسات طويلة المدى.

رأي طبي مخالف

في المقابل، قدمت أخصائية انقطاع الطمث لويز نيوسون وجهة نظر مختلفة، معتبرة أنه من الصعب الجزم بعدم وجود أي تأثير للعلاج الهرموني على خطر الخرف.

وأشارت إلى أن الهرمونات تلعب دورا محوريا في وظائف الدماغ، موضحة أن العلاجات الهرمونية الحديثة تعتمد على هرمونات مطابقة كيميائيا للطبيعية، مما قد يوفر فوائد متعددة، تشمل:

تحسين مشاكل الذاكرة

الوقاية من هشاشة العظام

تقليل خطر أمراض القلب

تؤكد الدراسة أن العلاج الهرموني لانقطاع الطمث لا يرتبط بزيادة أو انخفاض خطر الإصابة بالخرف، مما يعزز التوجه الطبي القائم على استخدامه لتحسين جودة الحياة وتخفيف الأعراض، دون الاعتماد عليه كوسيلة وقائية للأمراض العصبية.

المصدر: مجلة The Lancet