يعاني نحو ثلث المصابين بمرض الصرع من عدم الاستجابة للعلاجات الدوائية التقليدية، مما يدفع العلماء إلى البحث عن استراتيجيات علاجية جديدة وأكثر فاعلية. وفي هذا السياق، طوّر باحثون أمريكيون نهجا مبتكرا قد يساهم في تقليل عدد النوبات وحماية المرضى من تطور المرض.

ربط الصرع بشيخوخة خلايا الدماغ

توصل علماء من المركز الطبي بجامعة جورجتاون إلى أن الصرع الفصّي الصدغي قد يكون مرتبطا بظاهرة الشيخوخة المبكرة لخلايا الدماغ. وأظهرت الدراسة أن إزالة هذه الخلايا باستخدام تقنيات جينية وأدوية طبية أدت إلى انخفاض ملحوظ في عدد نوبات الصرع.

وقد نُشرت نتائج هذا البحث في مجلة Annals of Neurology العلمية.

ما هو الصرع الفصّي الصدغي؟

يُعد الصرع الفصّي الصدغي من أكثر أنواع الصرع شيوعا، ويصيب نحو 40% من مرضى الصرع. وغالبا ما يكون مصحوب بمشكلات في:

الذاكرة

التفكير والوظائف الإدراكية

وتشمل أسبابه:

إصابات الرأس

الالتهابات

الأورام

السكتات الدماغية

تشوهات الأوعية الدموية

أمراض وراثية

وعلى الرغم من شيوعه، فإن العلاجات الدوائية المتاحة غالبًا لا توفر تحسنًا كافيًا للمرضى.

فروق واضحة في أنسجة الدماغ

قارن الباحثون عينات من أنسجة الفص الصدغي لدى مرضى الصرع بعينات من أشخاص غير مصابين. وأظهرت النتائج أن أدمغة مرضى الصرع تحتوي على عدد أكبر بخمس مرات من الخلايا الدبقية الهرِمة، وهي خلايا تلعب دورًا مهمًا في حماية الخلايا العصبية.

تجارب على نماذج حيوانية

أجرى فريق البحث تجارب على فئران أُصيبت بالصرع بعد تعرضها لإصابة دماغية. وأظهرت التحاليل وجود ارتفاع واضح في مؤشرات شيخوخة الخلايا، سواء على المستوى الجيني أو البروتيني.

علاج دوائي يقلل الخلايا الهرمة

استخدم الباحثون مزيجا دوائيا مكوّنا من:

دازاتينيب: دواء يُستخدم في علاج بعض أنواع اللوكيميا

كويرسيتين: مركب نباتي مضاد للالتهابات يوجد في الفواكه والخضروات والشاي والنبيذ

وبعد العلاج:

انخفض عدد الخلايا الهرمة بنسبة 50%

تراجع عدد نوبات الصرع لدى الفئران

تحسنت الذاكرة

تمكّن ثلث الحيوانات من الحماية من تطور المرض

آفاق بحثية مستقبلية

يواصل الباحثون دراسة أدوية أخرى معاد توظيفها يمكن أن تؤثر في شيخوخة الخلايا، كما يعملون على استكشاف العلاقة بين هذه الظاهرة والأمراض العصبية التنكسية، مثل الزهايمر وباركنسون.

ويأمل العلماء أن يفتح هذا النهج العلاجي الباب أمام استراتيجيات جديدة لعلاج الصرع، خاصة لدى المرضى الذين لا يستجيبون للعلاجات التقليدية.