توضيح يكشف عن سبب تكرار السلوكيات الضارة رغم إدراك نتائجها
دراسات و أبحاث
توضيح يكشف عن سبب تكرار السلوكيات الضارة رغم إدراك نتائجها
30 كانون الأول 2025 , 13:54 م

كشف علماء عن تفسير علمي جديد يوضح سبب إصرار بعض الأشخاص على تكرار سلوكيات يعلمون أنها تضرهم، مثل السلوكيات القهرية والإدمان، في اكتشاف قد يغيّر الفهم السائد لاضطرابات التحكم في السلوك.

نتائج دراسة حديثة من أستراليا عن السلوك القهري

أجرى باحثون من جامعة سيدني للتكنولوجيا دراسة حديثة توصلوا فيها إلى أن السلوك القهري لا يرتبط دائما بضعف أو غياب ضبط النفس، كما كان يُعتقد سابقا، بل قد يكون ناتجا عن فرط في التحكم الواعي ولكن بصورة غير صحيحة.

ونُشرت نتائج الدراسة في مجلة Neuropsychopharmacology (NPP) المتخصصة في علم الأعصاب والسلوك.

مراجعة الفرضية التقليدية حول السلوك القهري

لطالما سادت فرضية علمية تقول إن الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات قهرية “يعلقون” في أنماط سلوكية تلقائية، حيث تطغى العادات الآلية على التحكم الواعي. إلا أن التجارب التي أُجريت على الفئران أظهرت صورة مختلفة تماما.

دور منطقة «الجسم المخطط» في الدماغ

ركّز الباحثون على منطقة في الدماغ تُعرف باسم الجسم المخطط، وهي مسؤولة عن اتخاذ القرارات واختيار الأفعال. وغالبا ما تُرصد في هذه المنطقة علامات التهاب عصبي لدى المصابين باضطرابات قهرية، مثل اضطراب الوسواس القهري، والإدمان، والسلوك القهري المرتبط بالمقامرة.

قام العلماء بإحداث التهاب عصبي اصطناعي في الجسم المخطط لدى الحيوانات، وكان المتوقع أن يؤدي ذلك إلى تعزيز السلوكيات التلقائية والاعتيادية. لكن النتيجة جاءت عكس التوقعات، إذ أظهرت الفئران سلوكا أكثر وعيا وتوجّها نحو الهدف.

واستمرت الحيوانات في تعديل تصرفاتها بناءً على النتائج التي تحصل عليها، حتى في مواقف يُفترض عادة أن تسيطر فيها العادات التلقائية.

وقالت الباحثة الرئيسية في الدراسة، عالمة الأعصاب لورا برادفيلد:

«كانت النتيجة غير متوقعة، لم تتجه الحيوانات نحو السلوك الآلي، بل أظهرت تحكما أقوى في أفعالها».

السلوك القهري كتحكم مفرط وليس غائبا

أوضح الباحثون أن هذه النتائج تشكك في الفكرة القائلة بأن السلوك القهري ناتج دائما عن سيطرة العادات. ففي كثير من الحالات، يتطلب هذا السلوك جهدا واعيا.

على سبيل المثال، عند الإفراط القهري في غسل اليدين، لا يتصرف الشخص تلقائيا، بل يتخذ قرارا واعيا مدفوعا بالقلق والخوف من الخطر. ويشير ذلك إلى خلل في ضبط أنظمة التحكم، وليس إلى توقفها عن العمل.

آفاق جديدة لعلاج الاضطرابات القهرية

يرى الباحثون أن استهداف الالتهاب العصبي قد يفتح آفاقا جديدة لعلاج الاضطرابات القهرية. ويشمل ذلك أدوية تؤثر في الخلايا الداعمة في الدماغ (الخلايا النجمية)، إلى جانب تدخلات غير دوائية مثل:

ممارسة النشاط البدني المنتظم

تحسين جودة النوم

تقليل التوتر المزمن

ويؤكد العلماء أن فهم السلوك القهري بوصفه خللا في تنظيم التحكم، وليس مجرد فقدانه، قد يساعد في تطوير علاجات أكثر دقة وفعالية.

المصدر: Газета.Ру