كتب الأستاذ حليم خاتون: رياض سلامة ليس رجلا، رياض سلامة نظام..
أخبار وتقارير
كتب الأستاذ حليم خاتون: رياض سلامة ليس رجلا، رياض سلامة نظام..
حليم خاتون
8 كانون الأول 2020 , 20:41 م
كتب الأستاذ حليم خاتون:  رئيس جمهورية يختبئ خلف فقدان الصلاحيات الدستورية... رئيس حكومة، تَوّجهُ الطائف ملكاً، وإن بغير تاج، عاجز حتى الثمالة. مجموعة وزراء، يشكرون فايروس الكورونا، لأنه أخفى عج

كتب الأستاذ حليم خاتون: 

رئيس جمهورية يختبئ خلف فقدان الصلاحيات الدستورية...
رئيس حكومة، تَوّجهُ الطائف ملكاً، وإن بغير تاج، عاجز حتى الثمالة.

مجموعة وزراء، يشكرون فايروس الكورونا، لأنه أخفى عجزهم، رغم أن نفس هذا الطائف اللعين،
جعل من الوزير، ملكاً على وزارته...

١٢٨ نائباً، ينقسمون بين مُطَبّلٍ وزمّارٍ وراقص، منهم من استقال ليُخفي عجزاً أو عمالة، ومنهم، من بقي في الداخل، حريصاً على أن يبقى دود الخل في هذا الداخل.

نواب أكثرهم من النوائب، والقليل القليل، من الذين يُمكن أن يحملوا هموم الناس، لا يؤمنون بحتمية سقوط هذا النظام.

كيف يُمكن إسقاط عماد هذا النظام وراعي  مصالحه ومنسق سياساته، رياض بيك سلامة، طالما لا يرون حتمية ووجوب إسقاط النظام؟

عادة، وفي الأزمنة الثورية، لا يُنتظر من السلطات التنفيذية أو القضائية أي دور تقدميّ أو ثوريّ.

هؤلاء، مع الجيش والشرطة، هم حماة النظام.

وكبار "رجال الأعمال" وطبقة الأوليغارشية هم الذراع المالي لهذا النظام، سواء كانوا من جماعة المال والمصارف، أو من المقاولين الذين دأبوا على نهب المال العام، هم وأجدادهم الذين ورّثُوهم هذا الوطن بما فيه، ومن  عليه.

في التعريف العام، نحن جمهورية "ديموقراطية"
تتبع النظام الاقتصادي الحر.
وفي الحقيقة، نحن مزرعة تم توريثها أباً عن جد، حتى وصلنا الى الحال الذي نحن عليه اليوم.

أما السلطة التشريعية، فهي عادة ما تكون حصن الدستور.

وفي حالة وجود قصور في هذا الدستور،يكون من مهام السلطة التشريعية إزالة هذا القصور، من منطلق انهم ممثلو الشعب،
وسلطتهم هي سلطة الشعب.

وطالما هناك إمكانيات لتمرير تشريعات إصلاحية، فإنّ هذا يعني أنّ النظام لا زال قابلا للتطوير؛ بمعنى آخر، النظام لا زال قابلا للحياة.

أما حين تعجز هذه السلطة التشريعية عن تمرير أية إصلاحات، وعندما يعجز "ممثلو"الشعب عن تمرير أي قانون لحماية مصالح الأغلبية العظمى من هذا الشعب،
هذا يعني أن النظام وصل إلى آخر محطة رسمية مُعترف له بها.
لقد آن الأوان لبناء خط سكة جديد، بمواصفات جديدة أكثر تطوراً مما سبق.
عندما يُبَحّ صوت النائب حسن فضل الله في الدعوة للمساءلة والحساب، ولايستطيع التقدّم خطوة واحدة إلى الأمام، هذا يعني أن السيد فضل الله وصل إلى المحطة الأخيرة لسكة هذا القطار.

وعندما يصرخ النائب حسين الحاج حسن مطالباً بتخطي القوانين التي قارب عمرها المئة سنة،
فهو يعترف بأن قوانين ١٩٣٢ لم تعد تلائم هذا الزمن، وإن جاء اعترافه متأخراً جدا، حيث الناس تعاني من عقم هذه القوانين، منذ أكثر من نصف قرن.

النائب الحاج حسن يطلب من وزير الداخلية إصدار تعاميم تلتفّ على هذه القوانين البالية، من أجل "تيسير" أمور الناس.

النائب حسين الحاج حسن يعرف، أن لهذا الالتفاف محاذيرسوف تؤدّي إلى مشاكل لهؤلاء الناس.

رغم هذا، هو يرى أن هذا هو الحل الوحيد الممكن.

وعندما تُناشدُ النائب الحاج حسن، بأن الواجب يقتضي تغيير القانون وليس الالتفاف عليه، تُوَاجَه بصمت القبور.

إن عجز النائبين فضل الله 
وحسين الحاج حسن، ليس نابعاً عن عجز شخصي.

إنه عجز النظام.
لم يعد بالمُستطاع التقدّم.

سوف يخرج مُحلِّلٌ هنا، أو مُنظِّرٌ هناك ليصفصف لك مجموعة من الجمل التي لاتؤدي إلى شيء.

في الحالة التي وصل إليها البلد.
في هذه الحالة يكون على السلطة التشريعية، أو على الأقلّ على الجزء النظيف منها، أن يدعو ويقود الثورة التي لا بدّ منها.

لماذا هذا لا يحصل في لبنان؟
هذا لا يحصل، ليس لأن النظام لا زال فيه روح.

هذا لا يحصل، ليس لأنّه في الإمكان أي إصلاح أوتغيير،عجزت عنهما كل القوى السياسية دون استثناء.

هذا لا يحصل لسبب واحد بسيط، الشعب اللبناني مُخَدّر.

وكل يوم يجري تخديره بألف طريقة وطريقة.

كل قوة من القوى السياسية، لديها أسلوبها في التخدير.

جماعة أميركا والغرب، يقولون للناس: إنّ رضا أميركا والسعودية من رضا الله.
يقولون: إن المشكلة هي في المقاومة.
يجب أن يعود لبنان، "سويسرا الشرق".

كيف ذلك؟
ببساطة، بالانبطاح أمام كل من يريد ركوب هذا البلد.
وماذا يعني أن تُغِيْرَ إسرائيل كل يومين على منطقة ما من لبنان وتقتل وتخطف؟

ماذا يعني أن تمنع إسرائيل لبنان من ريّ أراضيه وقراه، لأن المياه يجب أن تذهب الى فلسطين المحتلة؟

وماذا سوف يُضير لبنان أن تُقَرّر إسرائيل تدمير مطار بيروت، كما فعلت سنة ٦٨، حين قامت بتفجير أسطول الميدل أيست على أرض المطار؟
حتى السوق الحرة، قام الجنود الصهاينة يومها بنهبها وأخذها معهم، souvenir.

أنتم تخلّصوا من المقاومة وانتقلوا إلى "الصلح" مع إسرائيل، وسوف تطبع لكم أميركا كل المليارات التي تحتاجونها.

لا تصدقوا جاريد كوشنير الذي أراد شراء لبنان ببضعة مليارات لو دخلتم في صفقة القرن.

صحيح أنه حلَبَ السعودية على الآخر حتى باتت تدور مفتّشةً عن قروض في المؤسسات المالية العالمية لسد عجزها. لكنّ السعودية لا زالت "مملكة الخير"، والدليل "خيرها"
الدافق في اليمن.

المشكلة هي فعلاً في الشعب اللبناني الذي لا "يُخَلِّص" العالم من هذه المقاومة، ليعود الشرق لؤلؤة الكوكب.

"شو بيصير يعني، إذا انسيتوا فلسطين والفلسطينية...؟".
عندكم كم مخيم، شو يعني؟
شارون والقوات والكتائب وحرّاس الأرز والأحرار أعطوكم دروسا في تل الزعتر وصبرا وشاتيلا.

ما بالكم لا تتعلّمون؟

وإذاصارت حرب أهلية؟
وماذا إذا مات مئتان أو ثلاثمئة ألف؟
ألم تكونوا بخير أيام الحرب؟

أكيد أن أميركا والغرب يحبّون لبنان. 
الدليل، أنهم أعطوه ما هو أهم ألف مرة من المليارات.
أعطوه رياض سلامة.

أميركا والغرب، الراعيان الرسميان لهذا النظام، لا ولن يسمحا بالتأكيد لهذا النظام، لا بالسقوط ولا بالتطوّر.
لماذا؟
لأن تطور هذا النظام يعني بناء دولة؛ وبناء دولة يعني نهوض أهل هذه الدولة ونهوض الشرق.

هم زرعوا إسرائيل لكي نبقى كما كنّا،
مجرد كومبرادور، مجرد سمسار يأخذ بعض الفتات مما يسرقه الغرب من هذا الشرق.

لذلك لم أذكر في شيء، لا نواب المستقبل ولا جنبلاط ولا أمل، ولا حتى التيار...
الآدمي بين هؤلاء عاجز أو حالم بعدالة الغرب، وبخير ابن سلمان ومملكة الخير.

أنا ذكرت نواب المقاومة.
العاجزين عن فعل أكثر مما فعلوا حتى اليوم، وما فعلوه يتجاوز الصفر قليلا.

رجاءً لا تحدثونا عن رياض سلامة.
عجزكم، هو ما يحمي رياض سلامة.
ولا تنسجوا أساطير عن الإصلاح والتغيير.
ما رأيناه يكفي لذبح وطن،لاضرورة للمزيد.

لا أسألكم الثورة.

في أدبيات المقاومة، تقولون للأعراب،
لا نطلب منكم قتال الصهاينة، فقط كفّوا شركم عنا، ولا تطعنونا في الظهر.

والناس تقول لكم.
لم نعد نطلب منكم الثورة، فقط توقّفوا عن تخدير جمهور المقاومة بأوهام إمكانية حياة هذا النظام، المنتهي الصلاحية.

طالما أنّكم لا تريدون الثورة، توقفوا عن تخويف الناس من الثورة.

وللمرة الآخرة، والتي لن تكون الأخيرة يسقط شعار:لا صوت يعلو فوق صوت المعركة.

إنهاء النظام الأميركي في لبنان، هو المعركة كلّ المعركة.

من هنا يبدأ بناء لبنان.
من هنا يبدأ نهوض الشرق.

المصدر: مموقع إضاءات الإخباري