قالت منظمة الصحة العالمية، في تعليقها على تقارير عن سلالة جديدة من فيروس كورونا في بريطانيا، إنها على اتصال وثيق بسلطات هذه الدولة.
أكدت بريطانيا اكتشاف نوع جديد من الفيروسات التاجية المكتشفة في البلاد. وذكرت أن هذه السلالة، يمكن أن تكون معدية بنسبة 70 ٪ أكثر من المعتاد، لذلك يجب على السكان توخي الحذر بشكل أكثر. ولاحظت السلطات البريطانية، أنه لا يوجد ما يشير إلى أن خطر هذه السلالة أكبر، من حيث الوفيات أو العلاج في المستشفى.
وذكرت المنظمة، أن السلطات البريطانية، تواصل تقديم كل المعطيات المتوفرة لديها، حول النوع الجديد من كوفيد-19، بما في ذلك نتائج التحليل والبحث المستمر.
وأضافت المنظمة، في تغريدة على تويتر: "سنواصل إطلاع وإبلاغ، الدول الأعضاء والجمهور بالمعلومات الجديدة، عند حصولنا على المزيد عن خصائص هذا النوع من الفيروسات وعن أي عواقب قد تسفر عن ظهوره".
We’re in close contact with UK ?? officials on the new #COVID19 virus variant. They’ll continue to share info & results of their analysis & ongoing studies. We’ll update Member States & public as we learn more about the characteristics of this virus variant & any implications.
— World Health Organization (WHO) (@WHO) December 19, 2020
ويوم أمس، أعلن رئيس الوزراء بوريس جونسون، عن فرض قيود جديدة في لندن وجنوب شرق إنجلترا، والتي قال إنها تعني بشكل أساسي الإغلاق. وكذلك أعلنت سلطات اسكتلندا وويلز أيضا تدابير أكثر صرامة.
هذا وقد سيطر موضوع السلالة الجديدة من فيروس كورونا على اهتمامات الصحف البريطانية.
صحيفة الأوبزرفر التي نشرت تقريرا "لأيان سامبل " محرر الشؤون العلمية بعنوان "السلالة الجديدة من كورونا تدفع بريطانيا نحو إغلاق كامل وموجة ثالثة من الوباء".
ويقول سامبل إن السلالة الجديدة من الفيروس التي تنتشر في جنوب شرقي انجلترا تسببت في نحو 1200 إصابة خلال الأيام الخمسة الماضية محاولاً تقديم بعض المعلومات للقاريء بهذا الصدد من خلال طرح بعض الأسئلة والإجابة عليها.
السؤال الأول الذي يطرحه هو "هل هذا أمر يجب أن نقلق بشأنه؟.
يجيب سامبل قائلا إنه من المبكر لأوانه تقديم أي نظريات حول مدى فتك السلالة الجديدة التي نتجت عن طفرة في الفيروس لكن لو صحت نظرية أنها تنتشر بشكل أسرع فسيكون من الصعب السيطرة عليها لكن يجب منح الباحثين بعض الوقت لتقديم إجابات دقيقة.
أوقفت الحكومة الهولندية الأحد جميع رحلات الطيران من المملكة المتحدة بعد ان اكتُشفت في هولندا إصابة بسلالة جديدة من فيروس كورونا المستجد في جزء من الأراضي البريطانية.ويأتي القرار بعد ساعات قليلة من إعلان الحكومة البريطانية إعادة فرض حجر في لندن وجنوب شرق إنكلترا، في محاولة لوقف موجة أخرى من الإصابات منسوبة إلى سلالة جديدة من فيروس كورونا.
ثانيا، لماذا جنوب شرقي انجلترا تحديدا؟
ويجيب: ربما بسبب السلالة الجديدة التي أظهر التحليل الجينومي أنها تحتوى على طفرات تم رصدها في جنوب وشرقي انجلترا وهي أبرز مناطق تسارع العدوى وتسجيل الحالات الجديدة مؤخرا.
ثالثا، هل السلالة الجديدة أكثر خطورة؟يقول سامبل إنه ليس هناك دليل حتى الآن على ذلك لكن نحتاج أيضا لبعض الوقت لمتابعة آثارها وأعراضها بدقة على المصابين سواء وجود أعراض جديدة أو حدة الأعراض المعتادة وهذا الأمر يعكف عليه العلماء والباحثون ويتتبعون السلالة الجديدة بشكل دقيق.
ويضيف أن السلالة الجديدة شهدت طفرات كثيرة أبرزها طفرة علىى مستقبلات الخلايا البشرية التي تؤدي لارتباط الفيروس بالخلايا ولذلك أصبحت أكثر قابلية للعدوى وأنها بدأت الظهور تدريجيا في دول عدة لكن بشكل أقل.
رابعا، ماذا يعني ذلك بالنسبة للقاح الجديد؟
يشير سامبل إلى أن الطفرات أمر معتاد بالنسبة للفيروسات لذلك من المحتمل أن تكون السلالة الجديدة مقاومة للقاحات التي بدأ توزيعها مؤخرا حيث تعمل على توفير أجسام مضادة للفيروس في الجسم تمنع ارتباطه بالخلايا وبالتالي تمنع تكاثره ولكن لو دخلت طفرة على مستقبلات الفيروس كما حدث في السلالة الجديدة سيكون اللقاح غير قادر على تأدية مهمته.
بدزرها نشرت الإندبندنت أونلاين مقالا للمحلل الاقتصادي "جيمس مور " بعنوان "فيروس كورونا يمكنه أن يصنع جيلا كاملا من الانعزاليين".
حيث يقول مور إن اليابانيين عرفوا منذ القدم طائفة من الناس باسم (هيكيموري) وهم مجموعة من الانعزاليين الذين ينسحبون من الحياة المجتمعية بشكل كامل بل وحتى من الحياة الأسرية ليعيشوا أغلب حياتهم في غرفة واحدة فقط في المنزل وهؤلاء يشبهون الشباب في عصرنا الحديث الذين يرتبطون بشدة بالألعاب الإلكترونية ويبقون أغلب الوقت أمام شاشات الحواسيب لممارسة هذه الألعاب.
ويرى مور أن تفشي فيروس كورونا ربما يساهم في نشر هذه الظاهرة سواء في بريطانيا أو بقية أنحاء العالم وهو الأمر الذي يساهم فيه أيضا الفشل التام في جوانب الرعاية الاجتماعية والنفسية كما أن الخوف من العدوى ومن الآخرين يدفع البعض إلى البقاء في المنزل رغم قدرتهم على الاختلاط المجتمعي لكنهم يختارون الانعزال.
ويقول "كانت الحياة المجتمعية معتادة قبل أن يحل الوباء وتدفعنا إجراءات الإغلاق إلى الاعتياد علي العزلة قبل الأوان فالبقاء في المنزل كان أمرا محبذا إن لم يكن خيارا وحيدا دون بديل بالنسبة للغالبية خاصة المعرضين لمضاعفات حادة جراء الإصابة".
ويضيف أن الوباء دفع باتجاه خطوة إضافية ذات تبعات اقتصادية كإغلاق المطاعم والمتاجر والحانات والمراكز التجارية ولم تثبت برامج الدعم الحكومية أي نجاعة في مساندة أصحاب هذه المتاجر من الإفلاس كما أغلقت دور السينما وأصبح منتجو الأفلام يقدمونها مباشرة لقنوات العرض المتلفزة أو على الإنترنت.
ويخلص مور إلى أن كل تبعات الوباء تؤدي لخلق جيل جديد ليس فقط معتادا على الانعزال بل يفضله وهو ما سيؤدي لآثار وتغييرات اجتماعية شاملة.
وكالات