يتابع الشرفاء من أبناء أمتنا العربية و جمهور المقاومة خصوصاً أنباء الغارات الجوية الصهيونية المتكررة على أراضي بلدنا سورية و بشعور كبير و مزيج من السخط و الغضب و المرارة و الإهانة.
يترافق ذلك مع رغبة و مطالبات بالردّ على تلك الغارات و مهما كانت النتائج و هذا ما لم يحصل حتى اللحظة و بصورة مباشرة و واضحة و مؤلمة للعدو مما ترك الباب مفتوحاً على مصراعيه للإستغراب و الإستنكار و تساؤلات كثيرة و مشروعة.
فما الذي يجري و لماذا لا تردّ سورية على العدوان وخصوصاً مع وجود الأسباب القوية لذلك و وجود القدرة و الشجاعة لدى جيشنا العربي السوري لفعل ذلك. فما هو العائق ؟؟!
سورية جزء أساسي من محور المقاومة و تتواجد على أراضيها غالبية تشكيلات المقاومة و لكل منها حيثياتها و ظروفها التي يجب تحليل عناصرها كي نفهم ما يحصل حالياً و فعلاً و بإختصار و تكثيف: سورية و بحكم الحرب الدولية الشرسة جداً عليها ليست كتلة واحدة متجانسة و فيها فئة تجار الحرب و الأزمة من الكومبرادور من الاستغلال و الإستنزاف للدولة و الشعب و فيها أحزاب الإخوان الذين يعيثون خراباً و تشويهاً و تخلفاً و تدميراً لأسس التعايش في المجتمع السوري عبر الشيوخ و المساجد و القبيسيات إلخ.. مع التحريض ضد الدولة و مؤسساتها و مدعومين ببرلمان غالبيته من إخوان المصالحات أو أدواتهم مع أجهزة أمن لم تتعلم من أخطاء الماضي إلا القليل و بما لا يكفي لمواجهة الوضع المتفاقم سوءاً. حزب البعث تراجع كثيراً عن دوره القائد و أما المثقفين فقد تم شراء غالبيتهم مثل حال غالبية مثقفي العرب من جانب أنظمة بول البعير.
الإعلام السوري الرسمي حاله كحال بقية إعلام المقاومة باهت و ضعيف مهنياً و مادياً. المؤسسة الأقوى و الأنقى و الأشرف و الأكثر وطنية و وحدة و تماسكاً و إنضباطاً و هيبة و ثقة من جانب الشعب و الأصدقاء و الأعداء و درة تاج الكرامة السورية هي مؤسسة الجيش العربي السوري الذي أظهر بطولات و وفاء لوطنه يعجز المقال عن وصفها و بقيادة الأسد الخلاقة و المبدعة لها.
لذلك من الطبيعي أن يكون هدف الغارات الصهيونية هو ضرب هيبة الجيش و زعزعة ثقة الشعب به و حيث يتدخل كل إعلام الأعداء بحربه النفسية و المعنوية لإستثمار ذلك بعد كل غارة. الشيء الأكيد هو أنه من مصلحة الجيش العربي السوري الردّ مباشرة على تلك الغارات و توجد الرغبة و الإرادة لذلك و لكن الأمر مرتبط جزئياً و مؤقتاً بظروف الحلفاء و الشركاء بمحور المقاومة و خصوصاً المتواجدين على الأرض السورية و الذين يتفقون تماماً مع رأي الجيش العربي السوري و قيادة الدولة السورية بذلك و لكن يفضلون موعداً أصبح قريباً جداً بإنتظار إنجاز و تحقيق بعض الأمور التي سنشرحها في الجزء الثاني.. و إن غداً لناظره قريب
جاسر خلف