نقل الكيان الصهيوني إلى (سنتكوم) ... الأسباب والتداعيات ..دراسة بحثية معمقة تجيب
أخبار وتقارير
نقل الكيان الصهيوني إلى (سنتكوم) ... الأسباب والتداعيات ..دراسة بحثية معمقة تجيب
6 شباط 2021 , 17:44 م
حول عملية نقل الكيان الصهيوني من مركز القيادة الأميركية في أوروبا (يوكوم( إلى مركز القيادة الأميركية في الشرق الأوسط (سنتكوم) صدرت حديثاعن مركز بارادايم الدولي للدراسات الاستراتيجية دراسة بحثية معمقة

حول عملية نقل الكيان الصهيوني من مركز القيادة الأميركية في أوروبا (يوكوم( إلى مركز القيادة الأميركية في الشرق الأوسط (سنتكوم) صدرت حديثاعن مركز بارادايم الدولي للدراسات الاستراتيجية دراسة بحثية معمقة حملت عنوان (نقل "إسرائيل" إلى مركز القيادة الأميركية (سنتكوم) نحو فهمٍ أعمق للاتفاقيات الإبراهيمية وأبرز التداعيات الاستراتيجية المحتملة)

وأكدت الدراسة أن نقل كيان الاحتلال إلى مركز القيادة الأميركية في الشرق الأوسط يعد حدثاً مهماً سيما أنّه أتى في سياق لحظتين زمنيتين مهمتين تحملان أبعادا عميقةً، اللحظة الأولى هيّ مغادرة الرئيس السابق دونالد ترامب للبيت الأبيض اللحظة الثانية هيّ اتساع رقعة الاتفاقيات الإبراهيمية.

وأشارت الدراسة إلى أنه إذا كانت عملية النقل تلك من ناحية الشكل تحمل أبعاداً لوجستيةً أمنيةً إلّا أنّها من ناحية المضمون تمثل حدثا بالغ الأهمية لأنها تفرز وقائع جديدة في معادلات الصراع في الشرق الأوسط فبينما كانت القيادة المركزية (سنتكوم) سابقاً في منأى (شكليّ)عن عمليات إسرائيل العدائية ضد سورية ولبنان والعراق  وتعمل تحت مظلة الناتو أيوكوم راهناً أصبحت العمليات الإسرائيلية تحت مظلة سنتكوم وهو ما يقحم القواعد الأميركية وحلفائهم الاقليميين في إطار احتمال ردّ الفعل حال قرر المحور المقابل الردّ المباشر واسع النطاق على أعمال إسرائيل الهجومية.

وطرح المركز تساؤلا اعتبره اشكاليا:  هل كانت عملية النقل تلك بمثابة قرار استراتيجي أميركي شاركت في إعداده كافة المؤسسات الأميركية ويعد ذلك تعبيرا عن استراتيجيةٍ أميركيةٍ جديدة للشرق الأوسط؟ أو كون هذا القرار مجرد عملية توريطٍ من قبل إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب للإدارة الجديدة جو بايدن في سياستها تجاه الشرق الأوسط ومنعها من اتخاذ أيّ سياقات مغايرةٍ سيما في مفاوضاتها حول البرنامج النوويّ الإيرانيّ وعمليا ت التطبيع والإجراءات الأمريكية الترامبية داخل فلسطين المحتلة وما شابهها؟...

هنا تبرز لدينا اجابتين مفترضتين :

الأولى : نعم هيّ استراتيجيةٌ منسقةٌ بدأت مع طرح مفهوم (الدبلوماسية الروحية) لإدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما التي تحدثت عنها حينها هيلاري كلينتون كحلٍ للصراع العربي الإسرائيليّ مع محاولة فرض رؤية الدولة اليهودية وجسدتها راهناً الاتفاقيات الإبراهيمية  2020 التي تعد ركيزة عمليات نقل اسرائيل الى مركز عمليات القوات الأمريكية سنتكوم.

والثانية:  مخالفة للأولى توحي بأنها مجرد محاولةٌ (ترامبية) لإلزام الرئيس الجديد بايدن بسياسة سلفه ترامب تجاه الشرق الأوسط خصوصا شعاراته إنهاء الحرب طويلة الأمد.

وبتقدير المركز وبعد عملية تحليلٍ دقيقٍ لمجمل التداعيات الاستراتيجية الواقعة والمحتملة لا تبدو عملية نقل إسرائيل إلى مركز القيادة الأميركية (سنتكوم) مجرد قرار انفعاليّ أحاديّ بل استراتيجية أميركيةٌ منسقةٌ تهدف لتغيير هيكل الأمن الإقليميّ وتغيير قواعد الصراع وماهيته وتبرز التداعيات الأبرز من الناحية العقائدية.

وشددت الدراسة على أنه ومع عمليات التطبيع تحت ستار (الإبرا هيمية) ونقل إسرائيل إلى مركز عمليات سنتكوم تتغير ماهية الصراع وأطرافه، فمحور المقاومة الذي لا يزال يرفع شعار مقاومة أميركا وإسرائيل يجد نفسه راهناً في مواجه هيكلٍ أمنيّ عسكريّ استخباراتيّ دفاعيّ تشارك فيه دول عربية إسلامية منخرطة في الصراع العسكري ضده بحكم كونها ضمن مظلة سنتكوم وهو ما يشكّل تحدياً (دينيا لإيران)  و(ثقافياً لسورية) التي ترفع شعار الموائمة بين العروبة والإسلام  فتجد نفسها مجبرة قسراً على الصراع مع دول عربية إسلامية تحالفت مع إسرائيل فعلياً بمجرد انضمام الأخيرة لسنتكوم دون مراعاة الحقوق العربية المشروعة كما يشكّل تحدياً استراتيجياً لمنظومة المقاومة عموماً من خلال قدرة  إسرائيل على الوصول إلى الحواف الجيوسياسية لإيران وسورية بيسر ونشر منظومات استخباراتيةٍ وطبقات من الدفاع الصاروخي الإسرائيليّ في دول مركز عمليات سنتكوم كانت تعد سابقاً أمراً بالغ الصعوبة ولأول مرة ستكون إسرائيل قادرةً على العمل فعلياً مع منظومة القيادة الأميركية (يوكوم وسنكوم وإندوباكوم) معاً الأمر الذي يخلق واقعاً استراتيجياً جديدا في الشرق الأوسط يهيئ إسرائيل لتقديم نفسها كمركز ثقلٍ دفاعيّ وأمنيّ وتقنيّ لقيادة مشروع الناتو العربي من جهة ومشروع (نيوم) من جهةٍ ثانية مرتكزةً على قاعدةٍ تقنيةٍ وصناعيةٍ متقدمة وكذا الأمر يمّثل انتقال إسرائيل إلى مركز القيادة الأميركية فرصةً لتلك القيادة لتحويل إسرائيل إلى مخزن للأسلحة الدقيقة وغير التقليدية بعيداً عن الحواف الجيوسياسية لإيران.

المصدر: موقع اضاءات الإخباري