كتب الأستاذ حليم خاتون:
"هَيْ بلد..
لأ، مُش بلد...
هَيْ قُرطِة عالم مجموعين.....".
كان جيل آبائنا يُحِبّ التندّر والحديث عن بعثة "إيرفيد" التي جاءت إلى لبنان قبيل الحرب الأهلية
لمحاولة دراسة الوضع الإقتصادي وتنظيمه...
المُضحك المُبكي في هذا، أن البعثة توصلت إلى خلاصة، "والقول على ذِمّتهم"، أن تترك السلطات كل شيء يسير كما العادة،
لأن أي محاولة لتنظيم لبنان، سوف تنتهي إلى كارثة.
هذا ما رواه آباؤنا، وأساتذة المدارس بقولهم أن الفوضى اللبنانية، " هيً
بتظَبًط حالها بحالها".
لبنان، "قطعة من السما"، الله باركها!!
أما لماذا هذه البركة؟
الجواب عند الحايك أو ليلى عبد اللطيف.
منذ تلك الأيام قرّرت السلطات ترك الأمور تسير وحدها، على بركة الله.
لذلك، لم يكن من المهم دوما، إجراء انتخابات نيابية عند الإستحقاق، فالبلد "ماشي".
وكذلك الأمر، مع رئاسة الجمهورية، حيث كان من غير المهم، شغور كرسي الرئاسة.
"البلد على طول ماشي!!".
أيضا وأيضا مع تأليف الحكومات...
"يعني، شو بيصير بلا حكومة كم شهر، أو حتى كم سنة؟".
"البلد ماشي، يا حبيبي".
في المدرسة، تعلّمنا أن لكل أمر سلبيات وإيجابيات؛ والقصة، كل القصة، هي معرفة أي من الإثنين "يطبش" في الميزان.
صحيح أن غياب هؤلاء "المسائيل"، يفترض فسادا أقلّ، ونهبا أقلّ، ومحسوبيات أقلّ؛ لكن الحقيقة هي أن هؤلاء،
حتى حين لا يكونون، تكون ملائكتهم حاضرة لكي تقوم بكلّ اللازم، في كلّ الإدارات، فيستمر الهدر، وتستمر السرقة، وبطبيعة الحال، يستمر "أبو بَيْ الفساد".
الشيء الوحيد الذي يحصل فعلا أثناء الشغور في أي من المراكز، هو تعطّل مصالح الناس البسطاء والمعتّرين، لأن مصالح أولاد الذوات، تجد دوما من "يُمشًيها".
وبما أن رجال القانون والتشريع والدستور، هم من "أهل البيت"، لن يصعب أبدا إيجاد المخارج
الدستورية.
اسألوا التلفزيونات.
عندهم "ليستة" الأسماء
لأوقات الحاجة.
قد يظن أحدهم أن الهدف هو النّق على أصحاب الفخامة والمعالي والسعادة، ألا زاد الله من سعادتهم حتى درجات فقدان العقل.
أليس المجانين من السعداء!؟
لا والله، المسألة لا نقّ فيها على الإطلاق.
فالحمدلله الدعم مستمر، لمَن؟ ومن يستفيد؟ "مُش مهم.
الدعم مستمر و"خلص".
منذ كانت الجمهورية، وأتوبيس الدولة ماشي، بلا
سائق فعلي، لأن الذي يتواجد على المِقود، هو غالبا إما أحد مجانين العصفورية، أو دمية تابعة للخارج.
وكلما جاءت أمّكة، لعنت أختها التي سبقتها... والبلد
"بعدو ماشي".
يا ما أحلاك يا أحمد قعبور،
يا شيوعي، يا بطل.
"هلق NGO!!!".
غنِّ أكثر "إنّو البلد ماشي".
ظلّ قعبور يغني لرفيق الحريري، حتى صدّقنا أن
البلد ماشي.
هو "ماشي" فعلا.
"بس لوين؟".
ماذا يحصل الآن في لبنان؟
يا "ريت حدا بيفهم حتى يفهًمنا".
عون، بري، حريري Chef d'orchestre
باسيل first assistant
جنبلاط، جعجع Chor
أكثر من مائة عازف على مختلف القطع الموسيقية رغم خروج بعض الهواة من الذين لم يؤثّروا على جودة العزف لتفاهة خبرتهم.
مجموعة من أصحاب الموهبة في الرقص على الاوتار والأعصاب، بقيادة
الوجه الجديد،
الدكتور حسان دياب.
محرك الستائر والحبال
محليا، رياض سلامة.
تعاونه "مشكورة، سفيرة
بلاد العم سام ومعها جوقة الردًيدة من فرنسا وبريطانيا.
مع الكثير من ال doubleurs وال "الزقًيفة"...
صدقوا ولا تحسدوا اللبنانيين على هذا اللبنان.
لبنان الأخضر،
لبنان المياه والأنهار والينابيع.
هل تذكرون العين التي غنّى لها الرحابنة؟
لقد استملكها فلان، زلمة فلان وضمّها داخل تصوينة الجنينة.
لا تحسدونا على "جمال"
الشواطئ الذهبية، ولا على البحر "الأزرق" ولا على الثلج على جبالنا، الذي نرجو أن لا يذوب كي لا يظهر ال...
لماذا كل هذا الحكي؟
لأن البلد ملعون ابو اللًي خلّفه، مش ماشي.
ولأن الناس بتحبّ النّق
لأنها أعجز من أن تقوم بما يجب القيام به.
"أنا هربت على الغربة، ولقيت بلد متل العالم انقبرت فيه. فيك تقلًلي ليش انت ساكت؟!"