شدَّني هذا الاحتفاء بالراحلين عبد الستار قاسم وأنيس النقاش، وشدَّني ايضاً وبأسف الاحتفاء اليتيم بالراحل أحمد حسين الشاعر والفيلسوف والمناضل وبعناد وتناسي وديع حداد ورعيله وأمثاله.
وكي لا يغيب النقاش وقاسم سريعاً، بل كي لا يغيبا ابداً، صار لا بد من تثبيت مأثرة هي الأهم في تراثهما وتراث أحمد حسين الثلاثة هؤلاء وهي: في ما كتبوا وتحدثوا كانوا مشروع عمل وتحشيد وتحريض وتصدٍّ ومواجهة لا مشروع تفصيل وتحليل ومعلومات باردة بلا روح.
ما ألاحظه في الإعلام عن ثلاثتهم وأمثالهم لا يخرج عن علم نفس الرثاء والبكاء الذي يخلو من ما كانوا ينادون به بوضوح اي التحريض، المطالبة بالتحدي والمواجهة.
إن احتفاء الإعلام والمحللين بهؤلاء، بل واي تحليل أو كتابة لا تقوم على النقد والتعبئة والتحريض للمواجهة هي مثابة خصي وتبخيس.
أما وديع حداد فانتهى إلى صورة على قميص لترويج بضاعة مشغل هو أقل من مصنع.
لذا، تنبهوا لألسن كثير من أدوات الإعلام حيث الألسن ترف كلسان الأفعى مما يُضيِّع الهدف والمعنى وشعلة المقاومة فيثرثر المذيع أو المحلل أو مدير الفضائية الذي لا يظهر سوى في "الملِمَّات" دون أن يشحنك بسُعرٍ واحد مهما كان الكلام منمَّقاً ومغنَّجاً.
ملاحظة: في لحظة الفلتان اليوم على التواصل الاجتماعي و "زووم" ينهش بعضهم المقاومة ويزعم أن النقاش كان ينقد محور المقاومة.
أمَّا والنقد مهماز مقاومة بحد ذاته، لكن الرجل بقي في المقاومة حتى رعشته الأخيرة.