كتب الكاتب نائل نعمان:
في الأول من مارس حكمت المحكمة العليا لكيان العدو الصهيوني بجواز قبول شهادة الحاخامات الغير أرثدوكسيين أي من الإصلاحيين او المحافظين من خارج فلسطين المحتلة لأي شخص يغير دينه الى اليهودية، هذه الشهادة تمنح حاملها الحق في الهجرة الى الكيان الصهيوني ثم تباعا يحق له او لها الحصول على جنسية الكيان. وقع حكم المحكمة هذا كالصاعقة على الحاخامات الارثدوكس الذين أعتبروا هذا القرار خروجا عن شروط الشريعة اليهودية بل ان رئيس اليهود الاشكناز الحاخام ديفيد لاو اعتبر أي شخص يعتنق اليهودية على يد حاخام إصلاحي او محافظ ليس بيهودي البتة كما وصفت ذلك جريدة " ذا تايمز اوف ازرايل" التي أضافت ان مكتب رئيس الوزراء لم يعلق نهائيا رغم ان بعض أعضاء الليكود استنكروا هذا الحكم.
الجريدة ذاتها في عددها الصادر في الأول من مارس 2021 نقلت تصريح للقاضية دفنا باراك-ايريز "اننا تلقينا طلبات بهذا الخصوص منذ عام 2005 ولكننا امتعنا عن الحكم لنعطي فرصة للمشرعين ولكنهم لما لم يتحركوا وحقوق الناس أصبحت على المحك بادرنا بإصدار الحكم."
هذا الخبر رغم إهميته لم تتناوله القنوات الاخباريه العربيه بل لم تعيره اهتماما مطلقا ولم تحلل السبب في صدوره بهذا التوقيت؟ وسبب عدم تعليق رئيس وزرائهم على خبر كهذا هز المجتمع المتدين هناك وهم حلفاؤه؟
الواضح جدا أن قرار المحكمة العليا جريء جدا فقد أخذ جانب العلمانيين واليهود الإصلاحيين والمحافظين مع علمهم انه سيثير اليهود الارثدوكس فقد قررت السياسة العليا هناك انها على استعداد لدفع ثمن العداء مع المتشددين دينيا في سبيل استقبال العديد من الأوروبيين والاتينيين في تغيير ديمغرافي وسكاني كبير لفلسطين المحتله كما انها ستشكل تغييرا سياسيا عميقا كما وصفها عضو الكنيسيت ميكي زوهر قائلا " أننا بهذه الطريقة لن نصبح دولة ديمقراطية او يهودية".
لو تعمقنا قليلا في التوقيت فهو يأتي بعد التوقيع على التطبيع العام المنصرم وقبل الانتخابات وفي خضم تخبط سياسي فيما بين أحزاب الكيان لذا فتوقيته كان مفاجئا وصحيحا والسبب يعود الى الكيان الصهيوني بدأ يشعر بالاستقرار خاصة بعد التطبيع العلني والذي فيه بدأت فيه الاتفاقيات الاقتصادية مع الامارات تهل كالمطر مع مؤسسة موانىء دبي والصندوق السيادي الاماراتي وبنك أبو ظبي الإسلامي كما ان المشاريع والأفكار اتجهت لتطوير ميناء حيفا وانشاء شبكة سكة حديد بين فلسطين المحتلة حتى الامارات وغيرها من المشاريع قيد البحث والتشاور. هنا فكر الصهاينة أنهم يستطيعون أن يضربوا عدة عصافير بحجر واحد:
1 – توفير الايدي العاملة من المهاجرين الذين اعتنقوا اليهودية فأغلبية هؤلاء سيكونون ممن يبحثون عن فرصة جديدة ومن الطبقة الفقيرة.
2 – الضغط السياسي على اليهود المتشددين من خلال جعلهم أقلية قليلة يفقدون معها حضورهم السياسي خلال سنوات .
3- التوسع في بناء المستوطنات بحجة زيادة السكان مع دعم عربي رسمي بغض الطرف عن هذه الانتهاكات.
لذا من اعتقد أنه برحيل ترمب قد أنتهت صفقة القرن فهو واهم فالمخطط مستمر رغم تخلله بعض المعوقات ولكن ذلك لن يوقفهم دام العرب في هذه الحالة وقد تجاوزا الاستسلام بل أصبحوا شركاء رئيسيين ومساهمين في الامعان بوضع الفلسطينين في زاوية الامر الواقع ووضع الكيان الصهيوني في حالة ازدهار اقتصادي من خلال رفع ناتجهم الإجمالي وفتح حدودهم على مصراعيها بعد ان كانت بفعل المقاطعه العربية معزولة، ان ما يقوم به العرب المطبعين لهو جريمة لا تغتفر بحق شعب فلسطين الذي لم يتوقع ان يطعنه أخاه من الخلف.



