السعداوي قاتلت الذكورية والنس/ذكورية: وإن كانت معظم أعمالها ضد الذكورة كمجتمع وليس فقط كأفراد، وضد راس المال كحاضنة للذكورة ، وضد الدين السياسي كإطار إيديولوجي لكليهما، وضد التخلف كمسكن مريح لجميع هؤلاء كي تعود المجتمعات إلى الخلف مطلقاً تطبيقا لقول -ربما المتنبي-: ذو العقل يشقى في النعيم بعقله...وأخو الجهالة في الضلالة ينعمُ"
ولكنها ايضا خلقت صدمة وعي للمرأة التي لم تلاحظ بأن إمرأة أخرى هي مع هؤلاء وضد المرأة.
وهي ما اسميتها في كتابي "تأنيث المرأة" بتسمية "المرأة النس/ذكورية" أي المرأة التي "ترتقي" في مناصب سياسية واجتماعية وحتى حزبية مكرسة نفسها لخدمة السلطة الذكورية فتكون رجلا في كل شيىء باستثناء التكوين البيولوجي، وهذه ليست ما يسميها البعض ب "المسترجلة" لأن وصف المسترجلة هو كيدي ضد المرأة الصلبة..
كتاب صعب القراءة، حاولت فيه إنصاف المرأة، مع أنني لست ايضا بلا خطايا ضدها، لكن ما لفت نظري أن اللواتي طلبن كتابة الكتاب ساهمن في وأده كما وأْد النساء في التاريخ القديم والحديث!
يحضرني القول التالي المنسوب لرجل قبيل الإسلام حيث كان في طريقه لوأد ابنته: إذا زوَّجتها رجل غنيٌ ... سيلطم خدها ويسُبُّ جدي وإن زوجتها رجل فقيرٌ... أراها عنده والهمُّ عندي سألت الله يأخذها قريبا... وإن كانت أعز الناس عندي"
ويبدو أن السلطات الذكورية الطبقية الإقطاعية والراسمالية والدينسياسية العربية قد سترت إعاقتها هذه ضد المرأة فكرست التخلف الموروث بقوانين هي حقا وأداً للمرأة ولكن بستائر.