لم يبخل أو يتردد الكيان الصهيوني منذ بدء ما يسمى الربيع العربي الذي امتدت نيرانه و خدعه الى سورية تحت ما يسمى الثورة السلمية بمساندة الجماعات التكفيرية المسلحة سواء بالعتاد و الدعم العسكري اللوجستي و الإستخباراتي و بفتح مشافيه و معالجة جرحاهم ؛ بل و دعمهم مباشرة بإعتداءات سافرة بين حين وآخر بقصف مواقع الجيش العربي السوري برشقات صاروخية من الجهة الجنوبية او من الجنوب اللبناني... .
الصمت الملتزم أو إختيار لحظة و شكل الرد كان حاضراُ دائماً و مدار بحث و تحضير من جانب القيادة السورية بجيشها الباسل لتغيير قواعد اللعبة و إرساء معادلات ردع جديدة و على عدة جبهات إقليمية و دولية.
هذه المعادلة الصعبة تتحكم بموازين المنطقة بالتأكيد. لم تستطع كثرة الاعتداءات الصهيونية و الهالة الإعلامية لتحالف العدوان تشتيت انتباه الجيش العربي السوري عن مهماته الأساسية و لا إضعافه عسكرياً ولا تهديد المنطقة لوجستياً وأمنياً في ما يتعلق ببناء قدرات محور المقاومة إلا بشكل ضئيل.
معادلة الردع هذه تصاعدت ميدانياً و بلغة الصواريخ لصالح الجيش العربي السوري في المدة الاخيرة.
إضافة لإستطاعة منظومة الدفاع الجوي اسقاط غالبية الصواريخ قبل ان تصل اهدافها و تلحق اضراراً فقد قام قبل أسابيع بملاحقة الطائرات الصهيونية خارج المجال الجوي السوري بحيث سقط أحد الصواريخ في جنوب لبنان.
و في الأمس أطلق الجيش السوري صاروخ ارض ارض "فاتح" موجّه و دقيق باتجاه الاراضي المحتلة و عابراً لكل فلسطين تقريباً ليسقط قرب مفاعل ديمونة و دون أن يتمكن العدو من إعتراضه بواسطة صواريخ حيتس أو قبب الحديد أو حديد القبب التي صنع منها الإعلام المعادي أسطورة الأساطير... .
هذا المشهد التكتيكي و التصعيدي كان بلا شك مدروساً بعناية من جانب الجيش السوري و محوره المقاوم حين أعاد الكيان اعتداءاته بالصواريخ تجاه مدينة الضمير.
التوتر الصهيوني و التخبط و الصدمة كانت أمور ظاهرة و واضحة. فلم يستطع الكيان تحديد جهة و مصدر اطلاقه و زعم أنه صاروخ أرض جو سقط خطأً و هذا للعلم لا يحدث إنفجاراً هائلاً كما شاهدنا و و. وهنا الرسالة السورية واضحة المفاهيم والرؤى و تهديد و رسالة بالنار..
محاولة الكيان الالتفاف على الدومينو قد حرّك حجرها لصالح الجيش العربي السوري وقلبت موازين اللعبة في المنطقة بالكامل... . و مع اقتراب الانتخابات الرئاسية السورية نسأل كيف يمكن للحسابات الصهيونية أن تتغير و كيف يمكن لنتنياهو أن يبرر هذا الفشل للمجتمع الاسرائيلي و هل ستُعاد الحسابات على أساس العين بالعين والسن بالسن ؟!.