تقرير هناء سعادة\ الجزائر
يقول الله عز وجل في محكم تنزيله عن نبيّه محمد: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}. (سورة القلم، آية:4).
على ضوء هذه الأية الكريمة، أعلن الدكتور موسى عربي أستاذ جامعي في إيران و أمين الشؤوون الدولية للمؤتمر العالمي لنبي الرحمة صلى الله عليه وآله وسلم عن إنعقاد مؤتمر لخاتم الأنبياء في مرآة الآداب والفنون والذي سيقام في مدينة شيراز الإيرانية يوم 24 أفريل 2021 بالتزامن مع أفضل الشهور شهر رمضان.
وسيركز المؤتمر على سيرة أشرف الخلق سيدنا محمد، النموذج الأعلى للكمال البشري و القدوة في الأخلاق على مر عصور التاريخ البشري، مبرزا سجاياه الأخلاقية وتعاملاته في مختلف جوانب الحياة الفردية و الإجتماعية و الحكومية. وجاءت فكرة طرح المؤتمر استشعارا من المنظمين بضرورة التعريف بخصال النبي الأكرم المتفردة من جانب مفكري العالم الإسلامي وخارجه، وتقديم مناقبه وما جاء به من قيم أخلاقية سامية والقيام بواجب التصدي المنهجي والموضوعي للحملات التي تستهدف شخص النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وتسيء إليه وإلى سيرته العطرة ورسالته العظيمة التي كلفه بها الله سبحانه وتعالى لنقل الناس من الظلمات إلى النور و دحضها بالمناهج العلمية.
كما يأتي هذا المؤتمر ضمن جهود المنظمين في الدفاع عن الإسلام ونبيه والحضارة الإسلامية وثقافتها والتعريف بالدين الإسلامي الحنيف، في ظل ما يعيشه العالم الإسلامي الآن من حروب غوغاء، و ما يتعرض له من هجمات التشويه و الإفتراء من بعض من يدعون الإنتماء إليه و يرتكبون بإسمه أفعالا مشينة يندى لها الجبين، مثل التنظيمات الإرهابية كداعش و غيرها، و غير المسلمين من المتحاملين عليه، أعداء الألفة، الذين يصورون النبي الأكرم بأبشع الصور و بأنه معاد للحضارة و الإنسانية و يرمونه بالباطل بطرق ممنهجة بغيضة، مستغلين كل المنابر والصناعات الإعلامية والثقافية التي أضحت تنسج وتخيط صورا نمطية وأنظمة فكرية ومعتقدات تجعل من المسلم معادي للإنسانية وللبشرية وللأخلاق وللقيم السامية بهدف التخويف من الإسلام وهز صورته في المحافل الدولية. والأغرب و الأدهى هو إنضمام قادة الرأي وصناع القرار إلى قافلة التهجم على الإسلام واستهدافه وتشويهه، الذين ينظرون في شؤون الإسلام والمسلمين والحضارة الإسلامية بثقافة الحقد والكراهية.
و لإدراكها خطورة الحرب الضروس التي تشن ضد الإسلام و شخص نبيه، تنظم جامعة شيراز بالتعاون مع مراكز ومؤسسات عديدة مؤتمرات متنوعة وبلغات متعددة بهدف تصحيح المفاهيم الخاطئة لدى العالم الغربي عن الإسلام وما اشتملت عليه شريعته السمحة من رحمة للعالمين. يشتمل البرنامج المطروح على مجموعة من الندوات، تعقد هذه السنة بشكل افتراضي بسبب الظروف الراهنة التي يعيشها العالم بسبب جائحة كورونا.
ومن هذا المنطلق، ستقام الندوة الأولى من المؤتمر العالمي لنبيّ الرحمة، محمد صلى الله عليه وآله باستضافة المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في الجزائر، يوم السبت 24 آبريل 2021 على الساعة 09 مساء بتوقيت طهران، 05:30 مساء بتوقيت الجزائرو 07:30 مساء بتوقيت مكّة المكرّمة. و سيكون البثّ المباشر عبر الموقع الإلكتروني للمؤتمر : www.wcam.ir (رابط صفحة انستغرام المؤتمر : Http://Instagram.com/artsforMuhammad)
سيشارك كل من السيد سيد جلال ميرآقائي، المستشار الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في الجزائر، و أ. د. محمد علي آذرشب : أستاذ جامعة طهران (ایران)، و الدكتور موسى عربي: الأستاذ بجامعة شيراز، أمين الشؤون الدولية للمؤتمر (ایران)، و الدكتور نورالدين أبولحية: الكاتب و أستاذ بجامعة باتنة الجزائر، و الأستاذ صادق سلايمية، الأديب والشاعر (الجزائر)، و الشيخ الدكتور مازن الشريف، مدير المركز العالمي للتصوف وإحياء تراث أهل البيت (ع) (تونس)، و الدكتورة منى بعزاوي: الكاتبة والباحثة (تونس)، و الدكتورة هناء سعادة: الكاتبة و الإعلامية (الجزائر)، و الدكتورة رشا روابح: الأستاذة و الباحثة (الجزائر) في أعمال المؤتمر الذي يضم المحاور التالية:
١. النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلّم)، خاتم الأنبیاء، قدوة الأخلاق لجميع العصور في الحياة الفردية والاجتماعية والحكومية.
٢. رحمة للعالمين ورسول المحبة والكرامة والتفاعل الصحیح والشریف بين الأديان السماوية.
٣. النبي الأعظم مرکز ورمز إنشاء الوحدة في الأمّة الإسلامية.
٤. كمال العقلانية الإسلامیّة في منهجیة الحياة الإسلامية إتجاه الإنحطاط العقلانیة الإنسانیة وأسس عالم المعاصر.
٥. المعارف المحمّدية والقرآن الكريم وأسس الحضارة الإسلامیّة الجدیدة لتحقيق العدالة الاجتماعية والفلاح الإنساني في المجتمع العالمي.
٦. محمّد رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلّم) نضج العبودية والمعرفة والروحانیّة الإلهیّة.
٧. الإسلام المحمّدي الأصيل موحي عقلیة الصمود ومقاومة الظلم.
ستعرض الأعمال المشاركة في قوالب متنوعة، بشقيها الأدبي و الفني. سيضم حقل الآداب الشعر، الرواية، القصة الصغيرة، الأقصوصة، النثر الأدبي (الرسالة، يوميات)، في حين يشتمل حقل الفنون على فن الخط، الرسم الخطي، الملصق، الفن الرقمي، الطباعة، الرسم، التذهيب، الصور، الفلم القصير، و المقطع.
وبهذه المناسبة، أجرينا إتصالا مع السيد الدكتور موسى عربي أستاذ جامعي و أمين الشؤوون الدولية للمؤتمر تطرق من خلاله لدوافع و أهداف إقامة هذا المؤتمر.
"إيمانا بأنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم أرسله الله سبحانه تعالى رحمة للعالمين وحمل معه رسالة شاملة وعالمية، انطلق المؤتمرالعالمي لنبي الرحمة صلى الله عليه وآله وسلم محمد في مرآة الآاداب والفنون لتقديم صورة حقيقة عنه صلى الله وعليه وآله وسلم في ظروف يحاول المعارضون للإسلام أن يشوّهوا هذه الحقيقة و أن يطفئوا نورالله والله متمّ نوره ونحن كمسلمين، من واجبنا المساهمة في نشر رسالة الإسلام الأصيل ومن هذا المنطلق اجتمع جمع من الاساتذة في مركز الإبداعات الفنية للأساتذة بشيراز من اختصاصات الأدب والفن ليساهموا في هذا الأمر بمشاركة المراكز والمؤسسات الثقافية والعلمية في أنحاء العالم."
ليضيف: "هذا المؤتمر بدأ أعماله بهدف مستمر، حيث تم تدشين موقع رسمي له بسبع لغات، على غرار العربية والفارسية والانجليزية والالمانية والفرنسية والتركية والروسية، كما تم ترسيم هيكلية متماسكة مع المنظمات والجامعات والأوساط العلمية ليشقّ طريقه في السنوات القادمة بإذن الله."
و أردف قائلا: "تساهم مراكز وأوساط ثقافية وعلمية في المؤتمر، منها وزارة التعليم العالي وجامعة شيراز الإيرانية وبلدية شيراز وجامعة الفن في شيراز و المؤسسات الحكومية والغير حكومية الناشطة في مجال الأدب والفن و الثقافة الإسلامية ."
وعن القوالب النموذجية التي سيقدم بها المؤتمر الذي سيعقد في مختلف البلدان العربية والاروبية بحضور أصحاب الرأي والأدباء والفنانين، وضح السيد عربي أن المؤتمر يشتمل فروعا أدبية و فنية متنوعة، تجمع نخبة من الفنانين والأدباء في خمسة عشر مجالا مثل الشعر والقصة وفن الخط وفن الطباعة والمقطع القصير والتذهيب و التشعير و....، مضيفا أن الجهة المشاركة أرسلت الدعوات سلفا للجهات المشاركة من الجامعات العربية والدولية والمراكز الثقافية والعلمية كدار الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم من العراق ومركز التنال العربي من الأردن و المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، بهدف إثراء هذه الفعالية.
وعن النتائج المتوخاة من المؤتمر، أعرب الدكتور عن أمله في أن يساهم هذا الحدث الهام في الدفع بالآدباء والفنانين الموالين للرسالة النبوية والإسلام، تحت ظلّ الرحمة الشاملة لهذا الدين لتوظيف أقلامهم وفنهم في سبل استتاب السلام والاسلام و إبلاغ رسالات ربّهم إلى العالم، و التأكيد بأن النبي (ص) أرسل لزرع الرحمة التي تؤسس لثقافة الألفة لا الفرقة، والتعاون لا التعاند، ولإنسانية تكفل السعادة للبشر جميعًا دون إستثناء، خاتما حديثه بأنه سيتم تكريم بعض المشاركين و سيقام معرض من آثارهم بشكل افتراضي في أنحاء العالم.