هبّة القدس
المبادرة الوطنية الأردنية
11/5/2021
تحية إجلال وإكرام للسواعد الشابة والإرادة الفولاذية لشعبنا الفلسطيني الذي يفاجئنا دوماً بطاقات هائلة تتفجر في لحظة تاريخية حاسمة، لك المجد أيها الشعب العظيم.
ملاحظات في المقدمة لا بد منها
الشعب الفلسطيني على الدوام سابق قياداته وذلك على مدى أكثر من قرن من الزمن، وهذا معطى حقيقي لا يمكن إنكاره إلا من قبل مجموعة مستفيدة من الواقع القائم.
ثبت بالملموس أن إرادة الشعب الفلسطيني، مترجمة على أرض الواقع، تحدد قانون الصراع في المنطقة وفي العالم.
نضال الشعب الفلسطيني، شكل ويشكل على الدوام رأس رمح نضال الأمة العربية، بسبب أن القضية الفلسطينية هي الحلقة المركزية للنضال العربي، وكل محاولة وتحت أي حجة لطمس هذه الحقيقة توصل إلى تأبيد الوضع القائم.
جدلية علاقة نضال الشعب الفلسطيني بنضال الأمة العربية غير قابل للفصل، لا بل أنتجت مقولة فلسطنة الثورة الفلسطينية ( تحت شعار القرار الوطني الفلسطيني المستقل، الذي رفع لواءه اليمن الفلسطيني وتبعه للأسف الشديد اليسار الفلسطيني) غياب البوصلة الفلسطينية والعربية، أوصلتنا إلى هذه الحالة البائسة، عربياً وفلسطينياً.
ثبت أن القفز عن مشروع التحرر الوطني ومهمات مرحلة التحرر الوطني، واللهاث وراء أوهام الحلول الممكنة المطروحة من قبل العدو الرئيس لهذه الأمة، ومنظومة التبعية الرسمية العربية، قد أوصل النضال الفلسطيني الى الطريق المسدود، وذهبت عقود من الزمن بالطموحات سدى مع الريح.
عود على بدء
فتحت هبّة الأقصى الأبواب واسعة أمام مرحلة جديدة لا بد من استثمارها بحرص ووعي بدقة من قبل كافة الشرائح الوطنية الفلسطينية الكادحة والمنتجة، ومن قبل كافة التجمعات الفلسطينية في الضفة وغزة وال 48 وفي كافة مواقع الشتات الفلسطيني، للعودة إلى الإمساك بالقرار الوطني الفسطيني، وسحب البساط من تحت أقدام قوى اليمين المتنفذ على الساحة الفلسطينية و المتحكم بالقرار الوطني.
تشكل هبّة الأقصى فرصة تاريخية للخروج من وهم " إنهاء الإنقسام الفلسطيني بصفقة بين فتح وحماس" الذي ألتهم جهد ووقت كبيرين كانا من المفترض بذلها في سبيل العودة إلى مشروع المرحلة الحقيقي، وعلى أرضية هذا المشروع يبنى مشروع وحدة الشرائح الوطنية الكادحة والمنتجة التي هي الضمانة الحقيقية لإنجاز مشروع التحرر الوطني الفلسطيني، وكنس الكيان الغاصب.
من لحظة إنفجار الهبّة تكالبت قوى الثورة المضادة، المحلية والإقليمية والعالمية، من أجل إجهاضها كما سبق وأن أجهضت الإنتفاضة الأولى والثانية، حيث قوى فلسطينية، عن قصد أو بدون قصد، استعجلت قطف ثمار لم تنضج بعد، وقوى أخرى جيّرت تضحيات الشابات والشبان الفلسطيني لصالح مشروعها الخاص البعيد عن المشروع الوطني، وقوى عربية ارتعبت من مفاعيل الإنتفاضة، ومحور الأعداء الذي تفنن في خنقها في مهدها، لذلك الحذر الآن مطلوب والوعي التاريخي بمسيرة النضال الفلسطيني استحضاره مطلوب، وأهمية عودة الوعي للشرائح الوطنية الكادحة والمنتجة في هذه اللحظة التاريخية يجب أن يكون المقدس الوحيد، من أجل إعادة تشكيل الواقع الفلسطيني والوعي الجمعي بما ينسجم مع شروط إنجاز مرحلة التحرر الوطني بالاعتماد على متلازمة التحرر الوطني والتحرر الاجتماعي، حيث وحدها بوصلة النضال الوطني الحقيقي، تحرير الوطن من الاستعمار المباشر وتحرير المجتمع من الظلم والاضطهاد والاستزلام والإرتزاق، ومن الفساد والمحسوبية ولصوص المال العام ومجموعات التبعية في " السلطة" وفي المجتمع.
مقولة شعبية "القدر بركب على ثلاث" هذه الهبة يجب أن تشكل الرجل الثالثة، مع الإنتفاضة الأولى والثانية، وعلى الشرائح الوطنية الفلسطينية الكادحة والمنتجة إنجاز هذه المهمة
·من أجل إعادة بناء حركة التحرر الوطني الفلسطيني وربطها ببناء حركة تحرر وطني عربي
·من أجل الحفاظ على الهبة وتطويرها باتجاه إنجاز مهمات مرحلة التحرر الوطني
·عربياً استثمار هبّة الأقصى من أجل تحشيد الشارع العربي لتبني مهمات مرحلة التحرر الوطني العربي
الحذر كل الحذر من مؤامرات وأد الهبّة من قبل الأصدقاء الأعداء ومن قبل الأعداء الأصدقاء
" كلكم للوطن والوطن لكم "


