كتب م. زياد ابو الرجا: وتعطلت لغة الكلام وخاطبت غزة بالصواريخ اللئام
فلسطين
كتب م. زياد ابو الرجا: وتعطلت لغة الكلام وخاطبت غزة بالصواريخ اللئام
20 أيار 2021 , 13:32 م
كتب م. زياد ابو الرجا:   كل ما في الكون محكوم بقوانين صارمة ودقيقة جدا او ما نسميه بثقافتنا السنن والنواميس الكونية التي احكم خالق الكون وضعها وصنعها. هذه القوانين صارمة وابدية وازلية ولا يمكن

كتب م. زياد ابو الرجا:

 

كل ما في الكون محكوم بقوانين صارمة ودقيقة جدا او ما نسميه بثقافتنا السنن والنواميس الكونية التي احكم خالق الكون وضعها وصنعها. هذه القوانين صارمة وابدية وازلية ولا يمكن لاي قوة دنيوية او رغبة بشرية ان تبدلها لا بوسائل العلم ولا عبر الخرافة والشعوذات (...لن تجد لسنة الله تبديلا...) . حتى عندما تحصل صدفة ما ويخيل الينا انها غير  محكومة بقانون سرعان ما نكتشف ان للصدفة قانونها وبعد ذلك تنضم الى مجمل سنن الكون  وتفقد خاصية كونها صدفة. 


المفاجأة كما الصدفة عندما تحصل تأتي من خارج السياق والمتوقع. وهي اما ان تكون سارة ومفرحة نبتهج لحصولها ونفرح ونحتفل بقدومها او صادمة ومحزنة تربكنا وتزعجنا ونكد حياتنا.
ان السياق العام الذي كان يجري على الساحة الفلسطينية كان يدور حول الحوار الوطني العبثي بين  الفصائل ومحوره ما سمي بالمصالحة الوطنية الفلسطينية التي تم اختزالها بين فتح وحماس. وكذلك التحضير للانتخابات على ارضية  اوسلو ونهجه كي تشارك في ادارة (السلطة / الجيتو) لتقتات على الفتات وسقط المتاع من المانحين.
بعد ان القى التحالف الصهيوامريكي قنابله الدخانية لكي يعمي الانظار  عن تهويد القدس وضم الجولان وصفقة القرن ويغطي انسحاب قوى التطبيع والتتبيع من صف الامة العربية والعروبة  الى صف الاعداء، وتوهم ان المناخ اصبح ملائما لتمرير مشاريعه التصفوية (( صفقة القرن، ضم الجولان، وضم اراضي الاغوار، والتوسع الاستيطاني وعلى رأسها تهويد القدس وجعلها عاصمة موحدة للكيان)) كل هذا كان خارج دائرة الاهتمام الفعلي والتصدي الجاد والموحد من قبل الفصائل الا من رحم ربي. حيث اغرقت في معارك جانبية كلها مرتبط بالانتخابات واللوائح الانتخابية التي اظهرت فيما اظهرته تشرذم حركة فتح وتشظيها والتي اعيت من يداويها. في ظل هذه الاوضاع البالغة السوء تقدمت دول التطبيع باوراق خضوعها وخنوعها واذعانها للكيان ففتحت السفارات ونسجت التحالفات العسكرية والامنية ووقعت اتفاقيات اقتصادية بعشرات المليارات وشرعت ابوابها للتغلغل الصهيوني في نسيج مجتمعاتها.
تقدم الكيان خطوة اخرى مدفوعا بفشل نتنياهو وعجزه عن تشكيل حكومة برئاسته لكي تنجيه من المحاكمات بتهم الفساد والسجن بالاضافة الى انجازات التطبيع التي اعمته عما يعتمل  في الوعي والنفس  الفلسطينيتين حيث دفع بقطعان غلاة المستوطنين وتحت حراب جنده وقوات امنه الى ساحات الاقصى تدنسه وتعتدي على المرابطين فيه والمدافعين عنه  واقتحموا حي الشيخ جراح لاخلاءه من قاطنيه وتسليمه للمستوطنين. تصدى شعبنا الاعزل الا من ايمانه بحقه الوطني التاريخي بالدم واللحم دون دعم  فعلي وبلغت القلوب الحناجر  خوفا على عروبة القدس والاقصى اولى القبلتين وثالث الحرمين ومعراج امام الانبياء والصديقين وقيامة عيسى المسيح رسول المحبة والسلام.
استغاث اهل القدس واطلقوا النداء تلو النداء ثم حلت المفاجأة الكبرى التي فاجأت الصديق قبل العدو حين سارعت المقاومة في غزة ولبت النداء واماطت اللثام عن صواريخ الجهاد والقسام وامطرتها على مدن ومستوطنات وتجمعات الكيان واربكت قيادته السياسية والعسكرية وحشرت ملايين المستوطنين في الملاجئ وكشفت زيف قبته الحديدية وعرت بالكامل اسطورة الجيش الذي لا يقهر. سيمضي الكيان عدة اشهر حتى يستفيق من صدمة غزة وسيبقى شبح صواريخ الجهاد والقسام يلاحقهم لاعوام.
اما بالنسبة لشعبنا الفلسطيني خاصة والشعوب العربية عامة كانت صواريخ غزة  الصاعق المفجر للطاقات ومبعث الفرحة والامل في نفس كل حر شريف.بما ان الحرب يمكن لاي طرف ان يبدأها لكنه ليس بمقدوره حتما ان ينهيها وعليه نقول بكل ثقة ان المقاومة في غزة  التي لبت النداء انها قد نسقت مع باقي اطراف محور المقاومة  فيما لو استمر العدوان واتسع نطاق العمليت العسكرية في الميدان  وعجز طرفي الصراع عن وقف معارك الميدان. انها قيادة واقعية وامينة وصادقة مع نفسها ومع جمهورها حيث حددت الهدف بكل وضوح لا لبس فيه حين اعلنت وقالت: ((هذه المعركة مستمرة حتى يتراجع العدو عن اعتداءاته على القدس وضم حي الشيخ جراح ورفع الحصار عن غزة واطلاق سراح الاسرى والمعتقلين)). لم تقفز هذه القيادة فوق الواقع الممكن الى المجهول ولم تعدنا بتحرير فلسطين من النهر الى البحر في هذه الجولة من الصراع الطويل والمرير لان التحرير بحاجة الى مئات الصولات والجولات والة تبدل وتغير في الظروف والمعطيات. لهذا يصبح لزاما علينا ان لا نحملها ما لا طاقة لها به الان وان نرفع وصايتنا عليها ونكف عن التحدث باسمها والنطق بالنيابة عنها لانها الملقن والمعلم والموجه الممسكة بالقياد وبوصلتها تشير دائما الى فلسطين وفي القلب منه القدس. هي وحدها وليس اي طرف اخر من يختار حلفاءها ويحدد برنامجها وهي وحدها صاحبة القرار في الاقدام والاحجام. هي وحدها وليس احد غيرها من يحدد العون والمدد المطلوب من حلفاءها وما علينا الا ان نكون سندا لها
اوراق التوت سقطت
عورات السوء انكشفت
سيقان القش انقصمت
عروش التطبيع اهتزت
تيجان الزيف تطايرت
وتعطلت لغة الكلام
وخاطبت غزة بالصواريخ اللئام
وفوق هذا وذاك
انضج ابو حمزة الجهاد وابو خالد الضيف 
التين والعنب قبل حلول الصيف
 

المصدر: مموقع إضاءات الإخباري