أعدت التقرير الزميلة خديحة البزال\ لبنان:
شهدت المنطقة تحولات كبيرة في "فلسطين" وحققت انتصارات في غزة, حيث تمكن الشباب الفلسطيني من إطلاق المبادرات الاحتجاجية، وكان لهم دور مهم في الحراك الذي انطلق في غزة حيث شكلت صدمةً كبيرةً للعدو الصهيوني في الضفة وفي القدس المحتلة، فهذا العنصر الشاب هو الذي يقود الحراك الوطني في الداخل الفلسطيني المحتل، إضافةً إلى أنه عماد المقاومة في غزة.
الإسرائيليون راهنوا كثيرًا على أنّ الأجيال الصاعدة سوف تختلف عن آبائهم وأجدادهم ،حيث أنهم سيفرطون في فلسطين ، إنما الذي ظهر جليًّا أنّ قادة المقاومة في فلسطين المحتلة هم من الجيل الصاعد. لقد تمكن هؤلاء من رسم صورة عظيمة ومثال رائع عن الجيل الحالي العربي والإسلامي، وشهدت الساحات في العالم العربي و الإسلامي مظاهرات واسعة في مختلف أنحاء العالم وكانت جلها من الشباب، وهذا ما صدم العدو الإسرائيلي الذي كان يتوقع أن الأجيال القادمة هي أقل قوة وأضعف شكيمةً وأقل عزمًا من الاجيال السابقة .
كذلك، عقب العدوان الصهيوني الفاشل على غزة كان هناك تغيرات كبرى على مستويات متعددة منها في المشهد الفلسطيني الداخلي، والمشهد الإقليمي المؤيد للمقاومة والمعارض، وللإضاءة على هذا الواقع المستجد اجرى المرصد العربي لحقوق الإنسان والمواطنة ندوة افتراضية مساء الجمعة الواقع في 18 حزيران 2021 عبر تطبيق زووم، تحت عنوان : الشباب رهان المستقبل استضاف فيها مجموعة من الأخصائيين في المجلات المحلية والإقليمية والدولية للوقوف علىآرائهم حول غزة و التطورات التي اعقبت هذا المشهد المذل للكيان الصهيوني بعد هذه العملية العدوانية الفاشلة على غزة، وأدارت الندوة رئيسة الوحدة الإعلامية في المرصد العربي لحقوق الإنسان والمواطنة الإعلامية خديجة البزال .
وفي بداية الندوة توجهت "بزال" بسؤال إلى رئيس وحدة العلاقات الدولية في المرصد العربي لحقوق الإنسان والمواطنة "د.شرحبيل الغريب" جاء فيه:
كيف تمكن الشباب الفلسطيني من اطلاق المبادرات الاحتجاجية على مدى سنوات وما الجديد في شرارة اليوم؟
قال الدكتور: إنّ موضوع الشباب الفلسطيني والمؤامرات التي تعرض لها الشباب خطيرة وممنهجة من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف د. شرحبيل :ان الشباب الفلسطيني اليوم يتعرض إلى الحصار والاحتلال وهذا الواقع المعقد جعله يتصدر المشهد في كثير من الميادين
وركز د.شرحبيل على دور الشباب واعتبره يطال ثلاثة مجالات : المجال الأول وهو دور الشباب في المبادرات المجتمعية، و دوره في استعراض اهم المبادرات التي قدمت خلال المرحلة الماضية في مجالات التعليم والصحة بالإضافة إلى آخر مبادرة والتي كانت تتعلق بعنوان "لح نعمرها "وهي ترميم آثار العدوان الإسرائيلي على غزة.
المجال الثاني وهو الشباب والمستقبل و الانتخابات حيث قال أن تمّ إعداد حوالي 22 قائمة انتخابية كلها من الشباب من مجموع 36 قائمةً وهذا دليل على أن الشباب يطمح للتغيير بشكل واضح في الحياة السياسية وأن يتقدم المشهد في المجال السياسي.
امّا المجال الثالث فهو دور الشباب في المواجهة الأخيرة مع الاحتلال.
واضاف د. شرحبيل بأنّ الشباب الفلسطيني تعرض إلى مؤامرتين: الأولى في محاولة نشر الرذيلة والمخدرات في الأراضي المحتلة عام 48 لتمرير نظرية التعايش باعتبار أن الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة عام 48 هم بين قوسين عرب إسرائيل،وأكد على أنّ هذه النظرية سقطت اليوم عندما خرج الشباب في أم الفحم وحيفا ويافا وعكا وهم ينادون بالمقاومة الفلسطينية ويؤيدونها ، أيضا في الضفة الغربية نظرية المبعوث الأميركي"كيث دايتون " حيث حاول خلق شيء اسمه نظرية الفلسطيني الجديد الذي يؤمن بالتنسيق الأمني أي التعاون الأمني والتعايش مع الاحتلال الإسرائيلي.
وباستطاعتنا القول والكلام للدكتور شرحبيل : إنّ الشباب الفلسطيني اسقط نظرية الارتهان للواقع المعقد وهو واقع الحصار والاحتلال.
امّا من المغرب فشاركت الدكتورة بشرى صانبة المختصة في مجال الدراسات السياسية والعلاقات الدولية و المحاضرة بمداخلة أوضحت فيها على أنه على الرغم من تطبيع النظام المغربي مع الكيان الصهيوني، ومحاولة الترويج لعدد من الآمال الكاذبة حول مزايا هذا القرار المشؤوم. إلا أنه على مستوى الواقع فقد أثبت الشارع المغربي بأن الشعب المغربي ضد التطبيع، وأنه مستمر في مساندته وتضامنه مع الشعب الفلسطيني ومع القضية الفسطينية. وأنه يعتبرها قضية مركزية و الدفاع عنها من أولى الواجبات. فالمغاربة توحدوا حول قضية واحدة وهي رفض المساس بالأراضي الفلسطينية، ورفضوا التطبيع، والرفض القاطع لانتهاك حرمة المسجد الأقصى. ومن صور هذا التوحد تم تشكيل اتحاد يضم جميع الأطياف المغربية، فأكثر من 40 هيئة قد انخرطت في جبهة أطلق عليها اسم "الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع"، هدفها هو النضال حتى إسقاط هذا القرار المرفوض شعبويا. وبالنسبة لانتفاضة الشباب المغربي التضامنية مع فلسطين وغزة خلال المعركة الأخيرة فقد ذكرت المتدخلة بأن هذه النصرة كانت على واجهتين هما:
-الواجهة الأولى: وهي واجهة الرفض الشعبي من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كانت هناك العديد من الحملات الفايسبوكية ضد التطبيع مع العدوان الصهيوني، وضد العدوان على فلسطين وغزة.
-الواجهة الثانية: وكانت على مستوى الوقفات والمظاهرات الحاشدة، حيث انتفضت جميع المدن المغربية أيام الجمعة والأحد، كما تم تنظيم العديد من الندوات والتظاهرات العلمية التي تعرّف بالقضية الفلسطينية، وتفضح خروقات الكيان الصهيوني المحتل.
وفي الختام أكدت المتدخلة على أنهم في المغرب يركزون على الوعي الشعبي على اعتبار أن القضية الفلسطينية يجب أن تبقى قضية حية.
كما كانت للباحث في العلاقات السياسية والدبلوماسية الدكتور محمد قانصو مشاركة أكد خلالها على أهمية خيار المقاومة ، وتطرق إلى تجربة لبنان مع الإحتلال الإسرائيلي بدءًا بإسقاط ١٧ ايار مرورا بالتحرير وعدوان 2006 ،وكيف تم دحر الإحتلال بصمود الشعب ومؤازرته للمقاومة، وأكد على أهمية تفعيل دور الشباب على هذا الصعيد ،وتحدث عن التأييد والمناصرة التي شهدها الشارع اللبناني لأهل غزة والقدس وجميع الشعب الفلسطيني.
ولدى سؤال الكاتبة والناشطة الاجتماعية مريانا أمين عن انعكاسات الحرب العدوانية على غزة على الشارع الفرنسي وخاصة في أوساط الشباب
قالت : بأن دور الشباب الفلسطيني هو أساسي لأنه أثّر على الشباب الفرنسي ...
فالعناق الذي حصل بين ابناء القضية الواحدة تحول إلى عناق بين الشباب العربي تحت عنوان (القضية الفلسطينية) ومن ثم بين الشباب العربي والغربي ولكل انسان يمتلك شعورا بالانسانية بما تعنيها الكلمة من معانٍ سامية؛ والفضل الأساس للشباب الفلسطيني الذي وجّه رسالة للغرب بلغتهم؛ وهذا ما لم يستطع فعله أجدادهم لأن "السوشل ميديا" كانت مفقودة، فنجح الشباب الفلسطيني اليوم بإيصال صوته عبر اللغة الإنكليزية؛ من هنا تأثر الشباب العربي والفرنسي خصوصا.
وشددت على الشباب اللبناني والشباب المغربي الموجود في فرنسا لأنهم حاولوا بكل جهدهم أن يحركوا الشارع الفرنسي من أجل انعكاس الصورة لديهم التي كانت تصلهم قبلا والتي بدورها تظلم الشعب الفلسطيني والقضية بشكل عام.
وأضافت : في فرنسا اليوم يوجد جمعيات متضامنة مع الشعب الفلسطيني وخاصة بعدما حصل في غزة .
كما ان الاعلام الفرنسي شعر بالاحراج فاضطّر أن يغيّر لهجته.
وأكدت بأن الشباب الفرنسي شارك بالوقفات التضامنية بشكل ملفت، وأن الجمعيات ما زالت حتى اليوم تُقيم محاضرات تُثقف الشباب الفرنسي من أجل تعريفة على فلسطين وثقافتها وفنها، كي لا ينسوا فلسطين ولا قضيتها على الدوام.
وكانت هناك مشاركة من العراق قدّمها الباحث في الشؤون السياسية الدكتور فارس المسلماوي عرض خلالها المشهد العراقي الذي شهد مظاهرات كبيرة دعما لغزة وفلسطين حيث تجمهر ثوار العراق على الحدود العراقية الاردنية وقال: إن القضية الفلسطينية هي القضية الأم، والعراق كان ولازال وسيبقى ينظر للقضية الفلسطينية بأنها قضية أساسية ومركزية ولايمكن التنازل والتغافل عنها.
وقد عبر الشعب العراقي عن رفضه للكيان الغاصب وتأييده للشعب الفلسطيني بفعاليات عدة منها الوقفات الاحتجاجية في اغلب المحافظات كذلك الندوات والفعاليات الثقافية التي تميزت كماً ونوعاً.
وأضاف بأن اليوم بعدما تم تسطير بطولات معركة سيف القدي أصبح التفكير ان زوال اسرائيل من الوجود حتمي.
وانتهت الندوة بمداخلات من الحضور متعددة كان أبرزها مداخلة الأستاذة الجامعية والباحثة في الشؤون السياسية الدكتورة ميادة رزوق من سوريا، حيث استهلت مداخلتها بتوضيح جاء فيه :
يتميز الشباب العربي الفلسطيني بأنه شباب متعلم.. يتقن اللغات...لم يعترف بالهوية الإسرائيلية الورقية وحافظ على هويته الفلسطينية... وعلى حيوية القضية.... فأتقن كل أنواع الحروب... فمنهم من كان ضمن صفوف المقاومة المسلحة... ومنهم من اطلق البالونات الحارقة على المستوطنات الإسرائيلية... ومنهم من شارك في تظاهرات انتفاضة رمضان وهبة القدس بصدروه العارية وحناجره الصداحة... بوجه جنود الاحتلال المدججين بالسلاح.
وأضافت د. ميادة أنه في عصر الصورة.. اتقن الشباب الحرب الإعلامية واستخدموا أحدث التقنيات لإيصال الصورة إلى العالم أجمع على احقية القضية الفلسطينية ووحشية وعنصرية كيان الاحتلال الصهيوني... و شاركوا على غير محطة إعلامية فكانوا شباب ناشطين....يمتلكون إرادة القتال... وإرادة تحصيل حقهم المسلوب.
هذا وختم اللقاء الكاتب السياسي نائل نعمان من الكويت واكد على أهمية تفعيل دور الشباب ومنهجته ضمن استراتيجية علمية مدروسة يستطيع من خلالها انشاء قيادات مؤهلة علمياً وعملياً للصمود والتصدي في وجه الإحتلال الإسرائيلي كما وأكد على أهمية الدورات التأهيلية التي تساهم في إنتاج جيل يمتلك المهارات اللازمة التي تساعده في خطواته المستقبلية المتعلقة بتحرير فلسطين.