علمنا الآباء والأجداد أن من بيته زجاج فليس من المنطق أن يرمي الناس باالحجارة، وهذا بالضبط هو سلوك جوقة بن سلمان واعلامه البائس المخالف للمنطق والبديهيات. فمن راقب سلوك أخطبوط الاعلام المتسعود بشقيه العربي والفارسي خلال الشهرين الماضيين فانه يلاحظ: قضية هذه المنظومة المركزية هي تشويه العملية الانتخابية في ايران والتشويش عليها باسناد كامل من 200 قناة أخرى تتبع التوجه الامريكي فعلت الأمر ذاته، صحيح أنا لا أؤمن بوجود مدنية وديمقراطية في ايران، ولست من مريدي نظام طهران الاسلامي، ولا معنية بالدفاع عن أحد ، مع ذلك فإن أدني مقارنة بين الحقوق المدنية والديمقراطية الموجودة فعلا في ايران وتلك التي في السعودية ستكشف جليا تقدم منظومة الحكم الايرانية سنوات ضوئية عن نظام القبيلة والعصابة المحكومة بسطوة السيف والمنشار الكهربائي في الرياض.
وفي الوقت الذي يشكك أنصار بن سلمان في الانتخابات الايرانية لكن علينا بالفعل أن نذكر أنفسنا كما قال خامنئي أن آل سعود جعلوا شعبنا لا يفرق بين صندوق البطاطا وصندوق الانتخاب ولو تمثيلا وشكلا، ليس الاحياء منا لا أدنى حرية لهم بل الاموات ايضا، وحتى ايام قليلة مضت حرموا محكومين بالاعدام من تحقيق امانيهم الاخيرة وشكل طريقة اعدامهم، بل حرموا حتى من امكانية أن يدفنوا بين ذويهم فيزوروا قبورهم بعد قطع رؤوسهم، وبعض من تم اعدامهم اتهموا قصرا لم يبلغوا السن القانوني بعد. صحيح أن في ايران مرشد قوي يتحكم بكل شيء، فماذا عنا نحن؟ أليس ملكنا الفاقد لنصف ذاكرته يحكمنا بالسيف والمنشار؟ أليس ينظر هو وولي عهده لبلادي على انها مزرعة مستحقة لهم،ويتصرفون في ميزانية المملكة وثروات البلاد ومقدراتها دون ادني محاسبة وتباع أصول الدولة الى الامريكان او تهدى لهم دون ان يجرؤ أحد على الانتقاد، والا فالمناشير والأسيد والسيف والارباع الخالية بانتظاره. ليتنا نتمتع بربع الحرية والحقوق الممنوحة للشعب الايراني، وعندها فنحن بألف خير، وعلى حكام الرياض أن يكفوا عن مهزلة الانشغال والتدخل بالاخرين مرة ضد تركيا ومرة ضد قطر وضد باكستان وايران وصرف المليارت على معارضات تلك الدول، أليس من الاولى ان تستثمر هذه الاموال في التنمية الديمقراطية في المملكة المسلوبة؟! ألا يكفي هذا الاستثمار في نسج العداوات مع الآخرين حيث يستمر نزف الدم في اليمن، وقتل الاطفال والنساء هناك بحجة مواجهة ايران، وعلى بن سلمان أن يعاقب ايران على أرضها لا أن يستعرض نزواته التوحشية على شعب جائع فقير، ويتوقف عن الهائنا في تضخيم خطر ايران وتبييض صورة الصهاينة، ألا يستحق شعبنا ان ينعم بتمثيل نفسه ولو ب5% من ما يمارسه الايرانيون .. قصرك من زجاج .. كف عن الخارج وأصلح الداخل في السجن الكبير.