تتوقع سلطات ولايتي شمال الراين ويستفاليا وراينلاند بفالتس العثور على مزيد من الجثث في الأقبية العائمة والمنازل المنهارة بسبب أسوأ فيضانات تضرب غرب أوروبا منذ عقود، فيما يجري تقدير حجم الدمار الذي سيستغرق عدة أسابيع.
كثف عناصر من الجيش ورجال الإطفاء منذ ليل الجمعة /السبت جهود البحث عن ضحايا الدمار الذي خلفته أسوأ فيضانات تضرب غرب أوروبا منذ عقود وأودت بأكثر من 170 شخصا وعشرات المفقودين في ألمانيا وبلجيكا.
وتعرضت مناطق غرب ألمانيا لأسوأ الأضرار جراء الفيضانات التي ضربت أيضا بلجيكا ولوكسمبورغ وهولندا تاركة شوارع ومنازل مغمورة بالمياه الموحلة عزلت تجمعات سكنية بأكملها.
آرفايلر .. بلدة سحقتها الفيضانات في ألمانيا ومن بين الضحايا عرب وسوريون نجوا بإعجوبة من موت محقق! DW عربية زارت البلدة المحطمة والتقت بعضا منهم#فيضانات #ألمانيا pic.twitter.com/zjj2OpEljQ
— DW عربية (@dw_arabic) July 17, 2021
ومع حصيلة قتلى في ألمانيا وصلت إلى 143 بعد ثلاثة أيام من الكارثة، قالت السلطات إنه من المرجح العثور على مزيد من الجثث في الأقبية العائمة والمنازل المنهارة. وتمت تعبئة نحو 22 ألفا من عناصر الإنقاذ. وقالت كارولين فايتسل، رئيسة بلدية ايرفشتات في ولاية شمال الراين ويستفاليا المنطقة التي تعرضت لانزلاق تربة مروع ناجم عن الفيضانات "علينا توقع العثور على مزيد من الضحايا".
أوضح جان جوزيل عالم المناخ ونائب الرئيس السابق لهيئة المناخ التابعة للأمم المتحدة لوكالة فرانس برس أن "الكتل الهوائية المحملة بنسبة كبيرة من الماء، بقيت في مكانها في الأجواء أربعة أيام بسبب درجات الحرارة المنخفضة".
النتيجة: هطول أمطار غزيرة، بين 14 و15 تموز/يوليو، وصل منسوبها إلى ما بين "100 و150 مليمترا" أو ما يعادل شهرين من الأمطار، بحسب المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
ويشار إلى أن عدد الضحايا في بلجيكا ارتفع أيضا وبلغ 27 قتيلا حتى لحظة إعداد هذا الخبر. وفي المناطق الأكثر تضررا في ألمانيا في ولاية شمال الراين ويستفاليا وراينلاند بفالتس، كان السكان الذين فروا من الفيضانات يعودون تدريجيا إلى منازلهم وسط مشاهد الخراب. وأكثر من 90 من الضحايا كانوا يعيشون في منطقة أرفايلر في ولاية راينلاند بفالتس، من بينهم 12 شخصا كانوا في دار لذوي الاحتياجات الخاصة غرقوا في فيضان المياه. ويتضح الآن الحجم الحقيقي للكارثة، إذ يجري مسح المباني المتضررة التي سيتعين هدم بعضها، فيما تُبذل الجهود لاستعادة خدمات الغاز والكهرباء والهاتف. وأدى تعطل شبكات الاتصالات إلى تعقيد الجهود التي تُبذل لمعرفة عدد المفقودين، فيما باتت معظم الطرق في وادي آهر الغارق بالمياه، غير سالكة.
وقال وزير الداخلية في ولاية راينلاند بفالتس روجر ليفنتس، لوسائل الإعلام المحلية إن ما يصل إلى 60 شخصا في عداد المفقودين وأكثر من 600 أصيبوا بجروح.
Fight against climate change is essential to prevent extreme weather conditions, German President Frank-Walter Steinmeier said after massive floods hit western Germany. pic.twitter.com/DkEzg2WquL
— DW News (@dwnews) July 17, 2021
وزار الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير مدينة إرفتشتات، وقال شتاينماير إن تقدير حجم الدمار بالكامل قد يستغرق أسابيع ومن المتوقع أن تتكلف إعادة الإعمار عدة مليارات من اليورو. ومن المتوقع أن تسافر المستشارة أنغيلا ميركل الأحد إلى ولاية راينلاند بفالتس.
هذا ويحتدم النقاش حول مسألة تغير المناخ فقد ربط سياسيون أوروبيون بين هذه العواصف الشديدة وتغير المناخ.
اليمين المتطرف في ألمانيا على سبيل المثال، يدحض هذه الفرضية ويتحدث عن "استغلال" لهذه المسألة. يعتقد شروتر أنه "في الوقت الحالي، لا يمكننا أن نقول على وجه اليقين أن هذا الحدث مرتبط بتغير المناخ" لكن هذه الظواهر المناخية القصوى أصبحت "أكثر تواترا وأكثر احتمالا" بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
ويؤدي ارتفاع درجة حرارة الكوكب إلى زيادة نسبة تبخر الماء من المحيطات والأنهر ما يتسبب في "دخول كميات أكبر من المياه إلى الغلاف الجوي". ويمكن هذه الظاهرة أن تزيد من احتمالات هطول أمطار غزيرة وعنيفة، وفق الباحث. وعموما، يزداد احتمال حدوث ظواهر مناخية قصوى بسبب تغير المناخ، وفقا لهيئة المناخ التابعة للأمم المتحدة.
وكالات ألمانية