قصة من قصص التاريخ الحديث.. فوضناك يا ياسين
ثقافة
قصة من قصص التاريخ الحديث.. فوضناك يا ياسين
1 آب 2021 , 05:49 ص
ما أشبه اليوم بالأمس. صناعة العملاء مهنة أجادها الإستعمار. وأنا اقرأ هذه القصة شعرت أنها تحدث في فلسطين وأن عبد الرؤوف أفندي هو ياسر عرفات و أن سلطة عدن تماثل سلطة خونة التنسيق الأمني في رام الله ف

ما أشبه اليوم بالأمس. صناعة العملاء مهنة أجادها الإستعمار. وأنا اقرأ هذه القصة شعرت أنها تحدث في فلسطين وأن عبد الرؤوف أفندي هو ياسر عرفات و أن سلطة عدن تماثل سلطة خونة التنسيق الأمني في رام الله

في العام 1513م هاجمت أساطيل الغزاة البرتغاليون مدينة عدن جنوب اليمن .. وبعد معارك غير متكافئة تم احتلالها .. هاجر الكثير من الأهالي .. وبقي البعض يقاوم بشراسة أوجعت المحتل كثيرًا رغم أنها لم تكن منظمة ..

ازدادت ضربات المقاومة فلجأ (البرتغاليون) لخطة مبتكرة لقتلها .. 

حيث جاءوا بشخص مجهول اسمه (عبدالرؤوف أفندي) .. وأطلقوا عليه اسمًا ثوريًّا رنانًا هو (ياسين) .. لم يكن أحد في عدن كلها يعرف هذا الـ(ياسين) .. لكن البرتغاليون دعموه سرًّا بالمال وبعض السلاح لكي يظهر أمام الشعب (المغلوب) بطلاً قوميًّا ..

نادى (ياسين) بالجهاد لتحرير عدن فانقادت خلفه الحشود .. وبعد عدة معارك ... متفق عليها مع الغزاة ... شاع ذكره .. وأصبح الكل يلقبه بالزعيم ! نادت (أوروبا) ... كعادتها ... بمؤتمر عالمي عاجل من أجل السلام .. وطلبت من الزعيم المجاهد (ياسين) الحضور لـ(سلام الشجعان) فقبل !

وفي تمثيلية مكشوفة تحدّى (ياسين) أن يحضر (البرتغاليون) !
تمنّعت البرتغال في البداية تمنّع الراغب .. ثم قبلت وتم كل شيء كما خُطِط َ له .. أعلن (ياسين) حكومته المحلية .. واعترف بحق البرتغال في عدن ! فقسمت عدن إلى قسمين ... قسم يحكمه العميل (ياسين) .. ويتبعه اللاجئون والفقراء .. وقسم آخر يحكمه المحتل البرتغالي .. ويمتلك النصيب الأكبر من الأرض والثروة ! 
يتغير الزمان والمكان وشخوص القصة ... وتبقى الحبكة والحيلة ثابتة لا تتغير ... والخيانة هي الخيانة ..

المصدر: مموقع إضاءات الإخباري