تقرير خديجة البزال:
يعاني المواطن اللبناني أزمات مزدوجة عن سواه من شعوب العالم ،فويلات التشكيل الحكومي تغطيها ويلات العجز الإقتصادي من جهة وأزمة الوباء ، وإفتقار الكادر الطبي بالتجهيزات الخاصة لتقديم العلاج اللازم وانهيار للقطاع الصحي من جهة اخرى.
في هذا الصدد قمنا بحديث خاص لموقع اضاءات الإخباري حيث تحدثنا مع عضو هيئة التنسيق النقابية الأستاذ عماد ياغي حول قدرة المستشفيات الحكومية وموظفيها لمواجهة جائحة كورونا ومعاناتهم في ظل الوضع الاقتصادي الراهن .
قال ياغي بصراحة الأمر كلمة إنهيار للقطاع الصحي أمر مبالغ فيه جدا ، ولكن نحن بأزمة حقيقية لها عدة أسباب أولا ً لبنان قبل ذلك لم يكن مؤهلاً من حيث الإمكانيات ولا من حيث الإهتمام التاريخي بوزارة الصحة العامة .
وزارة الصحة العامة كانت بالحكومات المتعاقبة شبه مهملة ، وميزانيتها معدومة إلى حد لم يكن فيه تخطيط لبناء آمان اجتماعي وصحي وللأسف كانت المعالجات لأي مشكلة معالجات فردية ولم تكن معالجات شاملة .
اما المشكلة الثانية والتي تتمحور حول التأجيل غير المبرر لتوقيع الإعتمادات المتعلقة بوزارة الصحة من قبل حاكم مصرف لبنان، فبمكان ما أثرت على القطاع الإستشفائي وعلى موضوع الأدوية وأسعار المستلزمات الطبية ، أضف الى ذلك مشكلة الأدوية المفقودة من الصيدليات والمخزنة عند بعض أصحاب المستودعات والصيدليات الكبرى وقيام البعض بإخفائها من أجل بيعها بأسعار مرتفعة فيما بعد .
وناشد ياغي القضاء اللبناني لاجراء المحاكمات العلنية والملاحقات القانونية في هذا الصدد ، وأكد ان من أسباب الأزمة ايضا إنفجار مرفا بيروت الذي خلف آثار سلبية على المستوى الصحي على لبنان حيث دمر أجزاء ضخمة من بضعة مستشفيات كبرى في العاصمة . كما وتطرق ياغي الى هجرة الأطباء والجسم التمريضي للخارج من اجل العيش بكرامة ، فما دامت معاينة الطبيب واتعابه ورواتب العاملين في القطاع الصحي متواضعة ، فكيف نستطيع الإستمرار ؟ واذا اردنا الحد من هذه الهجرة فعلينا القيام بما يجعل هؤلاء يعيشون بالحد الادنى اللازم .
وأضاف إلى أن موضوع المماطلة
بدفع المستحقات العالقة بوزارة المال اصبح روتين ممل نوعا ما وعلى المعنيين ايجاد حل سريع يضمن شفافية الامور وسرعة دفع المستحقات .
واضاف ، إذا أردنا التحدث عن أهم موضوع في معاناتنا حاليا هو عدم وجود آمان اجتماعي نتيجة الارتفاع الجنوني للاسعار والانخفاض الحاد بقيمة الرواتب ، اذ انني أتساءل كيف لهذا الموظف أن يستمر دون دعمه وتمكينه وتأمين الأجواء البعيدة عن التوتر والضغط النفسي وبالاخص اننا نتحمل اعباء شتى اهمها الحفاظ على حياة المريض من خلال تقديم افضل خدمة طبية ونفسية وانسانية في ظل اقتصاد متدهور وهجوم وبائي . فهذا القطاع والذي من المفترض أن تعطيه الدولة كامل الإهتمام ، وبرأيي إذا كان القطاع الصحي بخير فالوطن بخير .
وأشاد بالوزير د.حمد حسن :. يجب ان نكون منصفين الوزير الحالي هو بطل من هذا الزمان عمل بكل طاقته وبذل كل جهده لمعالجة كل الجوانب ،ولا يمكننا أن نضع اللوم على وزارة الصحة بظل انهيار منظومة الدولة والمؤسسات . نحن اليوم بحاجة إلى دعم لوزارة الصحة والتي من المفترض أن يكون لديها الهامش الواسع وميزانية مادية مفتوحة دون معاناة في هذا الصدد .
وبتحية للعاملين في القطاع الصحي أكمل ياغي حديثه نحن لدينا أطباء متفوقين ومخترعين كبار اذكر منهم الصديق المهندس محمد اسماعيل الذي قدم لنا عدة اختراعات نالت جوائز عالمية وللاسف لم ينل جائزة كلمة "شكرا محمد" فللامانة انا اشكر كل مبدع عمل باخلاص وحاول بفكر خلاق ان يثقب جدار الظلام الحالك .